خطوة جريئة تحمل روح المغامرة قام بها صناع مسلسل «سلسال الدم» بعدما أصروا على عرضه خارج السباق الرمضانى، وبالفعل نجحوا فى لفت نظر المشاهدين بمسلسل محكم يتناول قضية الثأر فى صعيد مصر، وجاءت الأحداث المأساوية الأخيرة من المسلسل فى صالح العمل الذى استطاع صناعه عبلة كامل، ورياض الخولى، وعلا غانم، والكاتب مجدى صابر، أن يفتحوا موسمًا دراميًا جديدًا.

مؤلف العمل مجدى صابر فى تصريحاته لـ«اليوم السابع» قال إن «سلسال الدم» استطاع أن يكسر هذه القاعدة، وذلك بعد ردود الأفعال القوية التى استقبلها منذ عرض الحلقات الأولى للمسلسل، وقال «صابر» إن الصعوبات التى واجهت العمل منذ الإعلان عن بدء تصويره فى الأول من فبراير عام 2011، وتوقفه بسبب توابع ثورة يناير، ومن بعدها تأجيله عدة مرات لتوترات مصر فى عهد الإخوان، جاءت فى صالح المسلسل، وذلك بعد عرضه بعيدًا عن الزحام الرمضانى، حيث اعتبر «صابر» العرض الرمضانى مقبرة لكل الأعمال القوية، نظرًا لكم الأعمال التى توجد خلال هذا الشهر، فضلًا على موجة الإعلانات التى تفقد المشاهد تركيزه فى المسلسل الذى يتابعه، فتكون الإعلانات هى سيدة الموقف، وليس العمل الدرامى.
وأضاف «صابر» أنه يُفاجأ يوميًا بردود الأفعال القوية التى يستقبلها عبر مكالمات هاتفية من مشاهدى المسلسل بمصر وباقى الدول العربية، مشيرًا إلى أن هذا النجاح مختلف عن نجاحاته السابقة، وأن له مذاقًا خاصًا.

وقال «صابر» إن بطلة العمل عبلة كامل أبدعت فى هذا المسلسل، موضحًا أنه حينما كان يكتب الحلقات منذ البداية وقبل ترشيح الأبطال لم يجد بديلًا لها لتقوم ببطولته، وكان هذا هو رأى منتج العمل لؤى عبدالله، ومخرجه مصطفى الشال، فقد كتبوا لها هذا العمل خصيصًا، وقبل أن يبلغوها بذلك.

وعن كثرة مشاهد القتل والدم خلال الحلقات الأولى، قال «صابر»: العمل يتناول قضية الثأر بالتحديد، وذلك فمن الطبيعى أن يكون هناك تبادل للقتلى، مشيرًا إلى أنه حينما كتب مشهدًا قُتل فيه أربعة أشخاص، حدثه كثيرون وقالوا له كيف يُقتل أربعة أشخاص فى مشهد واحد؟، واتهموه بالمبالغة، لافتًا إلى أنه فوجئ فى اليوم التالى مباشرة، بمقتل 25 شخصًا خلال اشتباكات أسوان بالصعيد، موضحًا أن العنف الذى يقدمه فى العمل أقل بكثير من عنف الصعيد فى الواقع، فمسألة قتل النساء والأطفال بمحافظات الوجه القبلى أصبحت أمرًا عاديًا، وهو ما يدعو للقلق والحزن والخوف على مستقبل بلادنا.

وأشاد «صابر» بدور المنتج لؤى عبدالله فى توفير جميع الإمكانيات المادية حتى خرج المسلسل بهذا الشكل، وهو نفس الوضع بالنسبة للمخرج مصطفى الشال وباقى الممثلين الذين بذلوا أقصى جهدهم.

وقال المخرج مصطفى الشال إن جهد جميع العاملين بـ«سلسال الدم» لم يضع هباء، بل إن العمل حقق نجاحًا أكبر من عرضه خلال رمضان بمراحل، لافتًا إلى أنه يتلقى يوميًا إشادات من جميع أصدقائه والمحيطين به فى كل حلقة، فضلًا على اهتمام المشاهدين بانتظار الحلقات بشكل يومى، وهو ما يعيد للذهن الدراما المصرية الأصيلة حين كان الجمهور يلتف حول مسلسل الثامنة مساء على التليفزيون المصرى، ويضبطون مواعيدهم اليومية عليه بحسب تعبيره.

وأضاف «الشال» أن المسلسل لا يستعرض مدى الانتهاك لروح الإنسان وبحر الدماء فى الصعيد فحسب، بل إنه يدعو للكف عن ذلك من خلال عدة شخصيات بالمسلسل، منها شخصية الفنان القدير جمال إسماعيل، حينما دعا فى الحلقة الـ 12 إلى ضرورة التوقف عن القتل، وأن ذلك يعد كفرًا بالله بأن تزهق الأرواح دون ذنب ودون سبب.

وأشار مخرج العمل إلى أن هذا المسلسل يعبر عن واقع الصعيد بمصداقية شديدة وليس فيه مبالغة على الإطلاق، لافتًا إلى أنه من أصعب المسلسلات التى صورها، نظرًا لاعتماده على العديد من المشاهد الخارجية التى تقوم على القتل والمطاردات وتمتلئ بمجموعات الكومبارس. من جانبه، قال المنتج لؤى عبدالله، إن هناك استعدادًا لتصوير الجزء الثانى خلال الفترة المقبلة، موضحًا أن مخرج العمل مصطفى الشال انتهى بالفعل من تصوير ما يقرب من 20 دقيقة من أحداث الجزء الثانى من المسلسل.

وقال الفنان هادى الجيار إن شخصية الرجل الطيب التى يقدمها فى المسلسل موجودة بكثرة فى الصعيد، فليس كل رجال الصعيد يتسمون بالعنف كما يعتقد البعض، لافتًا إلى أن ردود أفعال المشاهدين على العمل والمتابعة اليومية له فاقت توقعات الجميع.

وأشارت الفنانة راندا البحيرى إلى أن عرض حلقات المسلسل بعيدًا عن زخم رمضان الدرامى، أتاح له فرصة جيدة ومتميزة لمشاهدته من قبل الجمهور، مؤكدة أنها تشاهد كثيرين يتابعون العمل يوميًا، بلهفة وينتظرون كل ما هو جديد فى كل حلقة يتم عرضها.

وأوضحت الفنانة الشابة أميرة هانى التى تجسد شخصية «رشيدة»، ابنة عبلة كامل الصغرى، أن ترشيحها للعمل جاء من الفنانة عبلة كامل التى سبق أن قدمت معها دور ابنتها أيضًا فى مسلسل «قضية نسب»، مشيرة إلى أن المسلسل فى مجمله عبارة عن مباراة تمثيلية لكل القائمين عليه.

وعن أصعب المشاهد التى واجهتها خلال التصوير، قالت: مشهد المحكمة الذى أتواجد فيه مع أمى عبلة كامل، حينما يحكم عليها بالسجن ظلمًا، فهذا المشهد تطلب منى حالة مزاجية سيئة وصراخًا وبكاء شديدين».
صناع "سلسال الدم" سعداء بعرضه خارج سباق رمضان ويستعدون للموسم 2 1.jpg

صناع "سلسال الدم" سعداء بعرضه خارج سباق رمضان ويستعدون للموسم 2 2.jpg

صناع "سلسال الدم" سعداء بعرضه خارج سباق رمضان ويستعدون للموسم 2 3.jpg

صناع "سلسال الدم" سعداء بعرضه خارج سباق رمضان ويستعدون للموسم 2 4.jpg

صناع "سلسال الدم" سعداء بعرضه خارج سباق رمضان ويستعدون للموسم 2 5.jpg



أكثر...