دائما ما يشغلنا أمر غيرنا، ماذا فعل، ماذا قال، وكيف حدث، وكيف له أن يفعل؟ وقد تنفق الكثير من الوقت والجهد باحثاً عن تلك الأخبار والتأكد من صحتها، وتطور الأحداث بعدها، ما إن أنفقته فى فهم ذاتك وتحليل أفكارك واختبار صدق مشاعرك، لاستطعت تغيير الكثير فى حياتك.

وبسؤال الدكتور أحمد هارون، مستشار العلاج النفسى، عن شغف الإنسان بتتبع أمور غيره أكثر من اهتمامه بأموره الخاصة أجاب إننى إن قلت الآن أن كلماتى القادمة خاصة بى فرجاء لا تقرأه، ستجد أن من كان ينوى قراءة السطور الأولى فقط من أى مقال يتركه منشغلاً بغيره، يتولد بداخله اهتمام يدفعه ليستكمل قراءته حتى آخر كلمة.

وأشار هارون إلى أن الفضول نحو معرفة أسرارى فقط لمجرد حرصى على الكتمان، لأنى بالطبع لا أشغل كل هذا القدر من ذهنه، ليهتم بالاطمئنان على شئونى لهذه الدرجة، فهذا الحرص قد يستثير الكثير ممن اعتادوا بأن يهتمون بمعرفة أمور غيرهم أكثر من اهتمامهم بمعرفة خبايا أنفسهم أو الانشغال بإصلاح مشاكلهم وإصلاح حياتهم.

وأضاف هارون، وهنا يجب أن تسأل نفسك هل تحب غيرك أكثر ما تحب نفسك، هل العمل على حل مشاكلك وتحسين شكل حياتك وتحقيق أكبر قدر من السعادة لنفسك أولى بهذا الوقت والجهد، أم مشاكل الآخرين سفرهم وعودتهم زواجهم وطلاقهم أولى بها، يا عزيزى من تتبع الناس بات مهموماً وأصبح مذموماً، انشغل بأمر نفسك ولا تبالى بمن يتتبع أخبارك ويترقبك.



أكثر...