حث الكاتب الصحفى الأمريكى توماس فريدمان، الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، على تنفيذ تهديداته الأخيرة بقطع إمدادات الغاز عن أوكرانيا.

ولفت فريدمان فى مقال بعنون "تقدم يا فلاديمير وأسعد قلبي" -نشرته صحيفة " نيويورك تايمز" الامريكية الليلة على موقعها الإلكتروني- إلى أن خطوط الغاز الأوكرانية هى الممر لنسبة 15 بالمئة من الغاز المستهلك فى أوروبا.. وتساءل فريدمان: "إذا ما تمنيت أن ينفذ بوتين تهديده ويقطع الغاز، فهل أكون بذلك شريرا؟"

وأكد فريدمان أن هذا بالفعل ما يصبو إليه، موضحا أن الصدمة التى يسببها مثل هذا الانقطاع فى إمدادات الغاز - رغم تأثيرهاعلى المدى القصير- إلا أنها قد تثمر على المدى البعيد عما أثمر عنه حظر النفط العربى عام 1973 عن أمريكا ودول أخرى من تحفيز للبحث عن بدائل اخرى مثل الطاقة الشمسية والرياح والصناعات الموفرة للطاقة.

ورأى صاحب المقال أن حظر بوتين للغاز أمس قد يكون أكثر قيمة إذ أنه يأتى فى توقيت تستعد فيه الطاقات الشمسية والهوائية والصناعات الموفرة للطاقة للانطلاق والتوسع..وقال "فلتمض يا فلاديمير فى طريقك، أسدى إلينا كلنا صنيعا، أطلق لجنونك العنان، اقطع النفط والغاز عن أوكرانيا ويا حبذا لو قطعته عن أوروبا بأسرها.. قم بحظره واصنع لنفسك يوما عظيما، أما الكوكب الأرضى كله فلسوف يسعد على مدار مائة عام".

وساق الكاتب الأمريكى ما يؤكد أن الطاقة النظيفة تمر بمنتصف الطريق من النظرية باتجاه التطبيق، وهو ما سيفتح الباب صوب الكثير من الفرص.

وأشار فريدمان إلى تقارير تؤكد أن المنازل الجديدة فى كاليفورنيا تستخدم أمس ثلاثة أرباع الطاقة التى كانت تستخدمها قبل 25 عاما، وأن شركات صناعات الشاحنات تتسابق أمس على تصنيع شاحنة أقل استهلاكا للطاقة نزولا على رغبة العملاء فى الاقتصاد فى شراء الجازولين، كما أن تكساس أمس لديها ما يكفى من الرياح لإمداد أكثر من 3 ملايين منزل بالطاقة.

وأكد فريدمان أن حظر بوتين للغاز من شأنه تدعيم الرسالة التى بعث بها تقرير المناخ الأخير الصادر عن الأمم المتحدة والذى حذر بثقة بالغة من أن انبعاثات الكربون التى يتسبب فيها الإنسان تعمل على إذابة المزيد من الثلوج، بما يعنى مزيدا من الارتفاع الخطير لمستوى مياه البحر، وهو ما يضر بالأنظمة البيئية حول العالم.



أكثر...