• ماليزيا تنتج برنامجاً إسلامياً بأسلوب تلفزيون الواقع
  • ترجمة: ع.ع. عن «نيويورك تايمز»
التاريخ: 30 يوليو 2010


ماليزيا تنتج برنامجاً إسلامياً بأسلوب تلفزيون الواقع giuipqnsdnyz.jpg

متنافسون في البرنامج أمام لجنة التحكيم.
إي.بي.إيه

إذا كان عرب كثيرون يتابعون البرنامج التلفزيوني الشهير «ستار أكاديمي»
وأميركيون يتابعون البرنامج التلفزيوني «اميركان آيدول»
وبريطانيون يتابعون برنامج «اكس فاكتور»،
فإن ماليزيا وهي من أكثر الدول الاسلامية تقدماً والتزاماً بالإسلام وتعاليمه وقيمه،
لديها برنامج «الإمام الصغير»، الذي يهدف إلى إعطاء صورة مختلفة عن الإسلام كديانة وعن اتباعها،
وتأهيل وإعداد شباب ليصبحوا أئمة في المستقبل، بوسائل جديدة.
تقوم فكرة البرنامج الذي ينتمي إلى سلسلة برامج تلفزيون الواقع على أساس التصفية النهائية من بين عشرات الشباب في العشرينات من العمر،
الذين يتم انتقاؤهم ليخضعوا لاختبارات تؤهلهم للمشاركة،
منها تلاوة بعض آيات القرآن الكريم، والإجابة عن أسئلة في الثقافة الإسلامية والشؤون العامة،
وأسوة بالبرامج المماثلة يقيم المتسابقون في معسكر مغلق وهو عبارة عن مبنى ملحق بأكبر مساجد كوالالمبور حيث يمضون معظمم أوقاتهم في الصلاة،
وتلقي الدروس الدينية، والدعاء والمناقشات المفيدة حول القضايا الاسلامية،
إضافة إلى القيام ببعض المهمات التي تطلب منهم ، والتي تسهم في تقديم صورة واضحة عن المسلمين وعاداتهم مثل الحرص على النظافة وغسل الخضراوات والفواكه قبل تناولها،
والحرص على أن يكون ذبح الطيور والحيوانات على الشريعة الإسلامية،
وشرح مراسم تشييع الموتى وجنائزهم ودفنهم.
وفي مايو الماضي، تقلص عدد المتسابقين من نحو 1000 إلى 10 من مختلف الشرائح والمهن من المزارع والطالب الى المحامي والمعلم وموظف البنك وغيرهم،
إذ ستستقر التصفية على فائزين اثنين. ويتم بث حلقات برنامج «إمام موضة» عبر قناة تلفزيون «أسترو أوسيس»،
التي تنشط لنشر الثقافة والقيم الإسلامية التي يقدر عدد جمهورها مع صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي بأكثر من 50 ألفاً. وسيحصل الفائز على وظيفة إمام أو منحة للدراسة في المملكة العربية السعودية أو حج أو عمرة مدفوعة التكاليف،
وستشهد الحلقة الاخيرة نقاشاً بين المتنافسين الفائزين حول شؤون دينية وآخر مستجدات الاخبار والاحداث السياسية.
ويقول مؤلف ومنتج البرنامج ومدير قناة «استرو أوسيس» أصلان بصر،
«كنت أهدف إلى إيجاد طريقة لجعل الإسلام أكثر جاذبية للاجيال الشابة، فكل ديانة تواجه التحدي الاكبر والاصعب،
وهو كيفية اجتذاب الصغار والشباب، وليس هناك ما هو أكثر جاذبية من وظيفة الإمام وعمله،
التي غالباً ما يقوم بها البالغون وكبار السن».

وفي مرحلة التحضيرات للبرنامج قام المنتجون والقائمون عليه بعملية مسح للرأي، شملت مئات الشباب حول نوعية أو نمط الامام الذي يفضلون رؤيته في المساجد.
وطبقاً لأصلان فإن «الذين أخذت آراؤهم أبدوا رغبة في أن يكون الإمام بسيطاً عادياً من سواد الناس، ويتحدث في كل الامور،
وليس الدينية فحسب، ويلعب كرة القدم ويتحدث عن مونديال كأس العالم، وعن البيئة والتغيرات المناخية، والاطباق والصحون الطائرة».
وتقول موظفة البنك مالينا إبراهيم (23 عاماً) التي تتابع البرنامج إنها
«تتوقع أن يؤدي البرنامج إلى نتائج طيبة تتمثل في تقديم صورة إيجابية عن تشجيع الصغار والشباب على زيادة اقترابهم من الاسلام،
وزيادة حرصهم على تطبيق تعاليمه والتمسك بقيمه، لاسيما التماسك الأسري والتكافل الاجتماعي».
وتقول «نيويورك تايمز» إن «معلقين سياسيين يقولون إن الشعبية الكبيرة للبرنامج تعكس مدى انتشار الإسلام بين الماليزيين الذين يصل تعدادهم إلى 82 مليوناً، ومدى تجذره وتغلغله عميقاً في تفاصيل حياتهم اليومية».