بريطاني يحذّر من تأثير الفكرة في اتساع ظاهرة «الإسلاموفوبيا» في الغرب

استهجان دعوة أميركية إلى «إحراق المصاحف» في ذكرى 11 سبتمبر


  • إعداد: عقل عبدالله عن«إندبندنت» وموقع «دوف وورلد»
التاريخ: 30 يوليو 2010



جماعة «أنقذوا أميركا» المتعصبة في احتفال بنورث كارولينا تضمن عبارات معادية للإسلام. إي.بي.إيه

بعد فترة من الهدوء النسبي من معاداة الإسلام في الولايات المتحدة،
عادت ظاهرة الخوف من الإسلام (الإسلاموفوبيا) لتطل برأسها من جديد،
لتعيد المسلمين الاميركيين الى تلك الأجواء المظلمة من الترهيب والتشكيك في هويتهم وانتمائهم، التي عاشوها بعد هجمات 11 سبتمبر. فقد دعت كنيسة، دوف ورلد اوتريتش سنتر، في منطقة غاينسفيل في ولاية فلوريدا إلى إحراق المصاحف في الذكرى التاسعة لهجمات سبتمبر المقبل،
أثناء الاحتفال بالذكرى السنوية التاسعة لهجمات 11 سبتمبر.
وقالت إنها تسعى إلى أن تجعل من تلك الذكرى «يوماً عالمياً لحرق القرآن»،
و«احتفالاً ممتعاً وجزءاً من حملة كبيرة ومستمرة لوقف أسلمة أميركا».
واستناداً إلى ما ذكرته صحيفة الـ«إندبندنت» البريطانية، فقد تم تدشين صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، لجمع أكبر عدد ممكن من المشاركين في الاحتفال،
لاحراق المصاحف.
وجاء فيها أن الهدف هو زيادة توعية الاميركيين بمخاطر الاسلام، إضافة الى أنها حفلت بالكثير من العبارات المهينة للمسلمين والمسيئة للإسلام
مثل: «القرآن يقود الناس إلى جهنم، ونريد أن نرجعه إلى مكانه الأصلي والدائم وهو النار»، و «الاسلام من الشيطان».
وتضيف الصحيفة أن الكنيسة تصف نفسها بأنها «كنيسة العهد الجديد، على أساس الكتاب المقدس،
ولها سجل من التصريحات الاستفزازية للمسلمين والمواقف المعادية الإسلام».
غير أن الدعوة إلى الاحتفال بحرق المصاحف على «فيس بوك»، قوبلت بمعارضة شديدة من المشاركين في الموقع، الذين وصفوا الداعين إليها بالجهلة العنصريين الحاقدين ذوي النزعة نحو ثقافة العنف والكراهية والتعصب وصراع الاديان والحضارات.
كما دعا عدد كبير من المشتركين في «فيس بوك» إدارة الموقع الى إغلاق الأبواب امام مروجي هذه الثقافة ممن يسيؤون إلى الأديان، قائلين إنه لأمر مأساوي وخطر للغاية أن تبلغ الامور هذا الحد.
وقد نشر راعي الكنيسة الدكتور تيري جونز مقالاً هجومياً عنيفا ضد الاسلام والمسلمين،
بعنوان «الإسلام من الشيطان»، وهو الاسم ذاته لكتاب ألفه، قال فيه إن «الاسلام ليس ديانة سلام،
وإنما ديانة عنف، وإن انتشاره وازدهاره أمر خطر على الاميركيين خاصة والغرب بشكل عام،
وانه لابد لهم من الوقوف الى جانب الحقيقة، والتقدم إلى الصفوف الامامية لخوض المعركة الروحية، لاستعادة الولايات المتحدة، وإنقاذها من قبضة الشيطان وسيطرة الإسلام، وهي أكبر وأهم معركة دينية في عصرنا».
تعزيز إجراءات الأمن حول مساجد نيويورك في رمضان
قالت شرطة مدينة نيويورك إنها ستكثف خلال شهر رمضان المبارك دورياتها حول جميع المواقع الإسلامية الحالية أو المقرر إنشاؤها مستقبلًا في المدينة،
بما فيها مشروع إقامة المسجد بالقرب من مقرّ برجي التجارة العالمية - جراند زيرو اللذين دمرتهما هجمات 11 سبتمبر .2001
وقالت في بيان لها «سيتم نشر المزيد من وحدات مكافحة الجريمة ذات الطبيعة العنصرية أو التي تعكس تعصباً دينياً باللباس المدني والدوريات المحمولة حول أماكن العبادة،
لمنع الجريمة وعمليات السطو»، وذلك حفاظاً على الأمن والاستقرار العام.

نيويورك ــ أ.ف.ب

ويقول موقع «ذا دوف وورلد اوتريتس سنتر»، الناطق باسم الكنيسة على الإنترنت، إن الاميركيين يخوضون أهم معركة دينية في وقتنا الحاضر ضد المسلمين المتطرفين المتعصبين،
الذين يستندون في دعوتهم والهجمات التي يقومون بها على القرآن. ووضع جونز لوحة كبيرة خارج الكنيسة حاملة مقاله الذي قوبل بالاستحسان والترحاب من أوساط اليمين المتطرف.
كما أن حملة القوى المحافظة والمتعصبة ضد الاسلام تشمل الانشطة الرامية الى التصدي لوقف بناء المزيد من المساجد في أميركا،
التي يندرج في إطارها دعم موقف معارضي بناء مركز إسلامي يضم مسجداً ومكتبة قرب الطابق الارضي لبرج مركز التجارة العالمي في نيويورك،
وطباعة عبارات وشعارات معادية للاسلام والمسلمين على أكواب الشاي والقمصان التي يتم توزيعها بالمجان،
من دون إغفال ما تعرض له مسجد جاكسونفيل في فلوريدا من هجوم بقبنلة حارقة في وقت سابق من العام الجاري.
ولقيت الدعوة إلى احراق القرآن في ذكرى هجمات سبتمبر انتقادات في اوساط ليبرالية غربية ،
وقال الكاتب البريطاني توم منديلسن «إنها أخبار غير سارة وستسهم في تأجيج ظاهرة العداء للإسلام والمسلمين (الإسلاموفوبيا) في الولايات المتحدة والغرب».