الصرع
o ما هو الصرع؟
الصرع هو الحالة المرضية الظاهرة نتيجة وجود شحنات كهربية غير طبيعية في الجهاز العصبي، وتظهر لنا بأشكال وأعراض متنوعة ، فمنها ما يظهر على شكل نشاط حركي متكرر أو ثابت ، في منطقة معينه أو في جميع أجزاء الجسم ، كما قد تظهر على شكل تغيرات في الأحاسيس أو زيادة عمل الجهاز العصبي اللاإرادي ، وفي البعض منها يفقد المريض الوعي وفي الأخرى بدون فقد
الوعي ، وهذه الشحنات الكهربية تحدث بدون مؤثرات خارجية تؤدي لحدوثها ولكن لمشاكل في الدماغ نفسه.
ويمكن ان نقول ان الصرع هو حالة تنجم عن اتجاه لتعطيل قصير الأمد لنشاط الطبيعي لكهربية الدماغ . و قد تختلف نوبات الصرع من شرود خاطف للفكر بدون فقدان للوعي ( صرع صغير )إلى تشنج عضلي و اختلاجات ( صرع كبير ) .


o الاصابة بالصرع :
مرض الصرع من الأمراض الشائعة نسبيا ، و تتراوح نسبة الانتشار في المجتمع ما بين (5-7) حالة في كل 1000 فرد.
و هو قد يصيب الانسان في أي مرحلة من مراحل العمر من الولادة و حتى الشيخوخة.

o ما هي أسباب الصرع ؟
في أغلب الحالات لا يمكننا معرفة السبب الحقيقي للصرع، ولكن يكمن السبب الرئيسي في وجود إصابة أو تلف في الدماغ أو في الكيماويات العاملة في التوصيل بين الخلايا العصبية بعضها البعض، وإن لم يكن هذا التلف واضحاً ومعروفا بالتحليل أو الإشاعة أو الفحص الإكلينيكي .











o سوء فهم العامة:
الطلاب المصابون بالصرع عليهم أيضاً التعامل مع حقيقة أن معظم الناس لا يدركون مدى ما تقدم إليه العلم في العلاج وفهم طبيعة الصرع. فكثيراً من الناس مازالوا متمسكين بتفسيرات خاطئة عن داء الصرع. على سبيل المثال يعتقد كثير من الناس أن سبب المرض هو سبب وراثي، وفي الواقع فأنه من الممكن حدوث المرض بطرق عديدة وخصوصاً من خلال إصابات الرأس، ويعتقدون أيضاً أن الشخص المصاب بالصرع هو شخص مصاب بمرض عقلي أو متخلف عقلياً، وهذا اعتقاد خاطئ لأن كلاً منهما يعد حالة منفصلة. كذلك فان المدرسين يعتقدون إن قدرات المصابين بالصرع أقل من زملائهم غير المصابين. كما يخاف زملاؤهم الطلاب من التقاط العدوى أو الإصابة بشيء من جراء نوبة تشنج، أو أن الشخص المصاب تحدث له النوبة في أي وقت وهذا غير صحيح. والحقيقة أن هناك 50% على الأقل من المصابين بالنوبات الصرعية - وقد يصل إلى 85% - من الممكن أن يحصل لهم تحكم تام وطويل الأمد وكامل وذلك باستخدام العلاج المتوفر حالياً. وهذا يعني مرور أشهر أو حتى سنوات من غير حدوث نوبة صرعية من أي نوع.


o ما هي الأسباب المعروفة للصرع ؟
جميع الإصابات التي من الممكن أنة تؤدي إلى تلف في خلايا الدماغ يمكن أن تؤدي للصرع ، ومن أهم تلك الأسباب :
" العيوب الخلقية للدماغ
" العيوب الخلقية للأوعية الدموية الدماغية
" مشاكل حول الولادة : تعسر الولادة، نقص الأكسجين، الولادة الخدج ( قبل الأوان )
" الجلطة الدماغية
" إصابات الرأس
" الالتهاب السحائي الدماغي

- 1 -

o كيفية حدوث النوبة الصرعية :
بسبب الطبيعة الكهربائية للخلايا العصبية فأنه قد يحدث أن تكون هناك خلايا عصبية متصلة فيما بينها تصدر إشارات كهربائية زائدة و غير منتظمة في أحد مراكز المخ , مما ينتج عنه نشاط غير طبيعي ينعكس كإضطراب مؤقت في وظيفة ذلك المركز من المخ و هذا ما يسمى بالنوبة الصرعية (Epileptic Seizure) .

o أشكال النوبة الصرعية :
تتنوع أشكال النوبات الصرعية بحسب المركز المتأثر أو "المراكز" بالنشاط الصرعي فمثلا :
1- نوبة صرعية في أحد مراكز الإحساس :
ينتج عنها إحساس غير واقعي كشم رائحة غريبة أو رؤية أضواء و ألوان غير حقيقية أو الإحساس بالألم أو التنميل في جزء من الجسم.

2- نوبة صرعية في أحد مراكز الحركة :
و ينتج عنها ما يسمى بالتشنج (Convulsion) حيث تكون حركة الأطراف عنيفة و قد يصاحب ذلك فقدان الوعي و السقوط على الأرض.
3- نوبة صرعية في أحد مراكز السلوك :
ينتج عنها سلوك غير مبرر كالضحك من غير سبب أو الشعور بالخوف أو الألفة أو القيام بالركض من غير هدف أو عمل حركات باليد مشابهة لحركات الكتابة أو فتح العلب و الأزرار.

o أنواع النوبات الصرعية :
تنقسم إلى نوعين رئيسيين حسب حدوث فقدان الوعي من عدمه.
1- النوبات الصرعية العامة Generalized Seizures :
و هي التي ينتشر فيها النشاط الصرعي ليشمل المخ ككل و فيها يفقد المصاب وعيه بالكامل و قد يصاحبها حدوث تبول لا إرادي مع زيادة إفرازات اللعاب (رغاوي الفم).
2- النوبات الصرعية الجزئية Partial Seizures :
و هي التي يبقى فيها النشاط الصرعي محدودا بمركز أو أكثر من مراكز المخ دون أن يشمل المخ ككل و هي بذلك تكون غير مصاحبة بفقدان الوعي.

o العوامل التي تؤدي إلى حالة الصرع :
1- عوامل ذاتية :
أن الغالبية من المصابين بالصرع لا يوجد عندهم أي مرض بالجهاز العصبي ، و تكون الفحوصات الجسدية و المختبرية سليمة و يسمى بالصرع الذاتي , و هي تشكل نسبة 75% من حالات الصرع.
و في هذه الحالات تكون طبيعة بعض خلايا المخ ذات قابلية أو إستعداد صرعي أكبر من المعدل الطبيعي دون وجود سبب مباشر. و هذا مشابه تماما للمصابين بالحساسية و الربو, حيث تكون أجسامهم لديها قابلية للحساسية أكثر من غيرهام دون وجود أسباب مر ضية واضحة و محددة.
2- عوامل مكتسبة (Acquired):
و هي التي تؤدي إلى تلف بعض خلايا المخ مسببة تليفها (Scaring) و تصل نسبة الإصابة إلى 25% من حالات الصرع.

و من هذه العوامل :
 نقص الأوكسجين و الإختناق خصوصا عند المواليد أثناء الولادة.
 إصابات الدماغ من الحوادث المختلفة (حوادث الطرق).
 حدوث نزف في المخ أو تجلط في الأوعية الدموية في المخ.
 التهابات المخ (Encephalitis).
 التهابات السحايا (Meningitis).
 التشوهات الخلقية في أنسجة المخ .
 أما أورام المخ ( Brain Tumors) فنادرا ما تكون سببا لحالة الصرع.

o هل يمكن أن تحدث النوبات التشنجية لشخص لا يعاني من الصرع ؟
التشنج عرض لمرض ، والنوبات التشنجية الصرعية حالة مزمنة متكررة تحدث بدون استثارة، ولكن هناك نوبات تشنجية مستثارة تحدث في بعض الأحيان، وهي حالات غير مزمنة، وأن كانت عند حدوثها تكون هناك حالة من التشنج، وفي تلك الحالات لا

- 2 -
يكون هناك نشاط كهربي غير طبيعي في الدماغ ، وتكرارها يعتمد على تكرار المسبب، وتشخيصها يعتمد على دقة الملاحظة وإعطاء الطبيب الصورة الكاملة والدقيقة عن ما تم قبل النوبة وكيفية حدوثها ، ومن بعض الأسباب الأكثر انتشارا للنوبات غير الصرعية:
 ارتفاع درجة الحرارة ( التشنج الحراري )
 التهابات الدماغ
 الأدوية وتوقفها
 تدني نسبة السكر في الدم
 تدني نسبة بعض كيماويات الدم مثل الكالسيوم ، الصوديوم، وغيره
 أمراض القلب
 نزيف أو جلطة المخ
 الشقيقة (الصداع النصفي )
 مرض عدم القدرة على مقاومة النوم .
 الانقطاع عن تعاطي المخدرات والقلق .


o كيفية تشخيص حالات الصرع :
يعتمد الطبيب المعالج في التشخيص أساسا على :
1- الوصف التفصيلي للنوبات الصرعية :
من قبل الأقرباء أو الأصدقاء الذين شاهدوا حدوث النوبة الصرعية (خصوصا عند صغار السن).
المصاب البالغ نفسه إن لم تكن النوبة الصرعية قد سببت فقدان الوعي.
2- إجراء تخطيط موجات المخ الكهربائية :
و الذي بذاته لا يشخص أو ينفي حالة الصرع . و لكنه ذو فائدة في تحديد نوع النوبات الصرعية و قد يساهم في تحديد نوع العلاج.
3- فحوصات مختبرية :
عادة يتم إجراء بعض الفحوصات المختبرية (دم ... بول) لتقييم الوضع الصحي للحالة قبل بدء العلاج.
4- فحص المخ بالأشعة :
كالأشعة المقطعية (C.T.Scan) أو أشعة الرنين المغناطيسي (MRI) و قد يستعين بها الطبيب المعالج لتقييم حالة المريض للتأكد من عدم وجود مرض مسبب للصرع إن كان هناك شك في ذلك.