ذكرت صحيفة الديلى تليجراف، أن متمردين سوريين وشهود عيان، أكدوا أن السلطات التركية سمحت لمقاتلين إرهابيين بالتسلل عبر الحدود الإستراتجية مع سوريا، ليشنوا هجومهم على القرية الأرمينية "كسب"، حيث ارتكبوا أعمالا وحشية بحق المواطنين الأرمن.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن شهود عيان ومعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد، فى تقرير الاثنين، قولهم إن تركيا سهلت الهجوم الذى شنه إسلاميون على القرية الأرمينية. وتشير إلى أن العملية جرى التخطيط لها منذ أشهر، حيث سهلت السلطات التركية تسلل المقاتلين عبر حدودها كثيفة التأمين العسكرى والحيوية من الناحية الإستراتيجية فى إنجاح الهجوم.

وتحدث ناشط سورى ضمن جماعة متمردة، للصحيفة، طالبا عدم ذكر اسمه فى التقرير، قائلا: "إن تركيا قدمت لنا خدمة كبيرة.. فلقد سمحوا لرجالنا بالدخول عبر حدودها." وأضاف "إننا بحاجة إلى ضرب النظام من جوانب مختلفة، وكان هذا هو السبيل الوحيد القريب من الساحل، لذا فلقد كانت مساعدة كبيرة من أنقرة".

واستيقظ أهالى "كسب" صباح 21 مارس وسط صرخات وصيحات جراء الهجوم، ويقول بدروس، اسم مستعار لمواطن أرمنى تحدث للصحيفة: "لقد استيقظنا على صوت القصف، لم يكن لدى وقت حتى أرتدى ملابسى.. أمسكت زوجتى وأطفالى، وهربنا بملابس النوم، فلم يكن لدينا وقت لنأخذ أى شىء".

وبعد يومين من الهجوم، سقطت "كسب" فى يد تحالف جماعات إسلامية بما فى ذلك جبهة النصرة، التابعة لتنظيم القاعدة، حيث فر جميع سكان القرية تقريبا، البالغ عددهم 2000 نسمة.

ورغم نفى تركيا علاقتها بالهجوم، فإن منظمة هيومن رايتش ووتش والتى أجرت لقاءات مع شهود عيان، أكدت تعارض الشهادات مع الادعاءات التركية، وأشارت إلى أنه من المستحيل لهذه الجماعات أن تدخل إلى سوريا دون علم الأتراك.

وتقول الديلى تليجراف إن الهجوم على "كسب" أثار الذكريات المظلمة للمجازر العثمانية المروعة بحق الأرمن، بمن فيهم سكان القرية نفسها. وتشير إلى أن سكان القرية الحاليون تذكروا تلك المجازر التى وقعت عام 1909 والإبادة الجماعية عام 1915، عندما تم ذبح الآلاف من الأرمن فى كسب على يد القوات العثمانية.



أكثر...