بصرامة وقوة تحكم تتناقض مع ملامحها الرقيقة وجسدها الرشيق، تسيطر على هزات الفرس العنيفة، وتمسك بسلاح هى اليد الناعمة الأولى التى تلمسه فى مصر بعدما كان حكرًا على أمهر الفرسان.

التصميم الواضح فى عينى "آية عيسى" يضيف لسنوات عمرها العشرين أعوامًا بقدر طموحها الضخم الذى رسمت حدوده قبل 5 سنوات، حين كانت الأولى من بين 20 فتاة يقتحمن عالم "الكلا"، وشقت مع صديقاتها طريقًا نسائيًا يشق على بعض الرجال، فلم يحترفه سوى عدد محدود من الفرسان الذين يمكنهم التحكم بقوة وسرعة ومهارة فى السلاح.

لم تنزل "آية" عن عرش اللعبة منذ العام الأول لانطلاقها فى مصر فى 2009 وحتى الآن، سواء كان على مستوى مصر أو على المستوى الدولى، لتصبح بطلة اللعبة فى مصر وتفوز بالبطولة التى جمعت مصر بعمان، ثم البطولة التى جمعتنا بجنوب أفريقيا.

تحكى آية بشغف "أنا طول عمرى على الحصان، منذ مرحلة الحضانة أتدرب على الفروسية، ولما اختارونى أكون من أول البنات اللى يدخلوا اللعبة اكتشفت إن ده أصعب أنواع الفروسية ومن وقتها حلمى إنى أبنى لعبة جديدة فى مصر كلها".

وعن نقطة البداية تقول "اللعبة كانت للرجال فقط، حتى قرر اللواء عاطف العطار رئيس اتحاد الكلا فى مصر، أن يكوّن فريقًا للبنات وبدأ يجمع عدد من أفضل الفارسات وصمم على تدريبهن، ولكن خطورة اللعبة وصعوبتها جعلت العشرين اللاتى بدأ بهن الفريق، يصبحن 7 فقط الآن، لكن المهم أن السبعة هن فعلا من أفضل اللاعبات فى العالم كله".

وفى جنوب أفريقيا كان حلمها الكبير أمام الفريق الأسمر الذى يتدرب على اللعبة منذ 40 عامًا كاملة، كل طاقتها كانت للتمرين فى قلب القارة السمراء ولكن السلاح سبقها ليتعلق فى حاجز يسبق الهدف الذى ستلتقطه قبل أن يخترق جسدها وكاد يودى بحياتها وتقول "كنا قبل البطولة بأيام والسيف سبب لى إصابة خطيرة جدًا لكن ما قدرتش أنام فى المستشفى وزمايلى بيلعبوا، دخلت وأنا مصابة رغمًا عن لجنة التحكيم ونلت المركز الثالث، وأنا بستلم الجايزة فوجئت باللجنة تقدم لى الميدالية الذهبية ولقب البطل المكسور ووشاح خاص من الاتحاد هناك".

آية الآن طالبة بالصف الثانى بكلية الإعلام بالأكاديمية البحرية، ولكن بعد 10 سنوات؟.. تجيب دون تفكير "هكون فى مدرسة الكلا اللى عملتها عشان أجهز منتخب مصر للأولمبياد، صحيح اللعبة لسة ما بقتش أوليمبية لأن عدد الدول اللى فيها فرق نسائيه للعبة أقل من 25 دولة لكن إن شاء الله بعد 10 سنين هتكون دخلت وهناخد فيها ميداليات كتير".



أكثر...