لعب الريال وكان واقعياً ومنطقياً ، ففاز بكأس ملك إسبانيا بجدارة بعد أن تغلب على غريمه التقليدي برشلونة في كلاسيكو الكأس بهدفين مقابل هدف واحد .. وفي المقابل إنتظر البرشلونيين إشعاعات ميسي وتابعه نيمار ، فلم تظهر في الليلة المقمرة للأبيض الملكي والحالكة للفريق الكاتالوني الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من موسم كارثي قد يخرج منه صفر اليدين محطم المعنويات ، ليضاف للمشاكل والمآزق الإدارية ، كتلة من المصاعب الفنية ستطيح بلا شك بالمدرب الأرجنتيني مارتينو تاتا وربما يغادر معها أحد أو بعض رموز الكرة الجميلة – سابقاً – في برشلونة . ?? سيطر الريال  المتوهج أقل من البارسا المستحوذ ، وإمتلك الكرة لفترات محدودة ، ولكنه هاجم بشكل أكثر تكثيفاً ، وكانت هجماته أكثر خطورة وفاعلية وتهديفاً .. وفي المقابل لم يستفد البارسا ولا مدربه من الأخطاء التي أطاحت به من دوري الأبطال ، ولا من الهزائم الخمس التي نالها في الليجا من فرق أقل من مستواه بكثير، فظهر حائراً وعاجزاُ عن تحقيق الخطورة والفاعلية وكان من الطبيعي أن يخسر خاصة عندما يخاصمه الحظ مثل كرة نيمار التي سددها في القائم وهو منفرد. ?? خطط أنشيلوتي لفريقه لمواجهة البارسا بطريقة أقرب للتي فاز بها سيميوني واتليتكو مدريد على البارسا وأيضا مقاربة لما لعب به فريق غرناطة الأسبوع الماضي .. وهي تتلخص في تراجع منظم للدفاع لمنطقة نصف الملعب مع التحول لهجمات مرتدة سريعة تخترق الدفاع الكاتالوني المفتوح أصلاً بشكل يدعو أي هجمة مرتدة لتصبح فرصة خطيرة . ?? وفي المقابل لم يستفد تاتا من أخطاءه بمحاولة تنظيم ودعم دفاعه بما يضمن عدم إنكشافه بسهولة كما تكرر مراراً أمام اتليتكو وغرناطة ، وأيضا لم يحاول تاتا إضافة أي عناصر لإصلاح أخطاء التيكي تاكا ، التي فقدت سمعتها وبريقها في إمتلاك الملعب والسيطرة وتدوير الكرة وإختراق الدفاعات بالتمريرات الدقيقة القصيرة التي يصل عبرها الفريق لمرمي المنافس ويسجل بطريقة السهل الممتنع . ?? ورغم غياب كريستيانو رونالد الصاروخ البرتغالي المنطلق ، فإن القاطرة الويلزية جاريث بيل كان هناك لتعويض هذا الغياب وخاصة في الهدف الثاني الحاسم قبل النهاية بدقائق ، والتي إستطاع خلالها الجري بكرة مرتدة من منطقة جزاء فريقه إلى مرمى البارسا رغم تعرضه للدفع من بارترا ، إلا أنه عاد للملعب وإمتلك توازنه وسبق بارترا ووصل للمرمى وسجل من بين قدمي الحارس بينتو ليعلن فوز فريقه باللقب .. ولم يكن بيل وحده ، فقد قدم دي ماريا وبنزيمه وإيسكو لمحات جميلة ، وخاصة دي ماريا الذي سجل الهدف الأول للريال بطريقة مشابهة تم خلالها إختراق الدفاع البرشلوني المفتوح من كل إتجاه . ?? وأيضا تماسك الدفاع الملكي بقيادة بيبي وراموس وكارفخال الذي كان عقدة أمام نيمار لم يستطع المرور منها نهائيا .. والغريب أن ميسي سقط في نفس الفخ المعتاد ، في كل المباريات التي خسرها البارسا ، حيث يجد نفسه محاصراً بأكثر من لاعب ، كما يجد زملاءه القريبين تحت رقابة شديدة ، فإذا مر من لاعب أو إثنيين يجد الطريق مغلقاً ، ويضطر للتمرير الخاطيء او تنقطع منه الكرة ، فيستسلم للأمر ويقف كما حدث في الكرة التي مررها داخل منطقة الجزاء فتم ردها ومنها جاءت الهجمة المرتدة لبيل ، ولم يقم ميسي بواجبه الدفاعي المعتاد ، فكان أول ثغرة في هدف الحسم . ?? وحتى لا نظلم ميسي ، فهو للأسف لم يجد حلول تكتكية إبداعية من المدرب تاتا ، لمساعدته على التخلص من الرقابة أو خداع المنافسين ، وأصبح قليل الحماس في التفاعل مع المواقف الدرامية لفريقه وبالتالي فقد إلهامه للاعبين ، وأصبح في مشاهد كثيرة يكتفي بالمشي والكرة في ملعب المنافس .. وربما يبدو أن ثنائية ميسي ونيمار قد أثبتت أنها لا تنفع كثيرا مع تشابه طريقه لعب كل منهما وبالتالي إمكانية الحد من خطورتهما بطريقة واحدة بالرقابة اللصيقة والتغطية المباشرة من أقرب لاعب .. ومع سلبية وتقليدية فابريجاس وعدم توفيق انييستا وتراجع جهد ومستوى تشافي وبوسكيتس ، وهبوط مستوى الدفاع والحارس الثاني بينتو الذي أصبح الخيار الوحيد بعد إصابة فالديس ، أصبح البارسا لا حول له ولا قوة ويحتاج لضخ فكر تكتيكي جديد يعالج سلبيات التيكي تاكا ، ونوعية جديدة من اللاعبين الجائعين لتحقيق الإنجازات .. وبالتالي فإن تفاقم الإنهيار النفسي وفشل تاتا في التصدي لذلك وعلاجه ، تهدد بختام درامي وربما كارثي  لموسم البارسا  في الليجا ، البطولة الوحيدة الباقية أمام البارسا لإنقاذ موسمه من الفشل المقترب بقوة. يال مديريد

أكثر...