فى عالم يعج بمهاويس الشهرة، خاصة مع انتشار العوالم الافتراضية على مواقع "التواصل الاجتماعى"، تتحدد قيمة الإنسان فيه أحيانًا بعدد متابعيه وعدد ضغطات "الإعجاب" التى يحظى بها، وليس بالقيمة الحقيقية للعمل الذى يقدمه، أصبح "اللى عنده فولورز أحسن من اللى عنده عزبة"، فكانت النتيجة "بيزنس" تجارة المتابعين من الجنسيات المختلفة، على مواقع "يوتيوب" و"فيسبوك" و"تويتر" و"إنستجرام" وغيرها من المواقع الشهيرة.

بأسعار تبدأ من 35 جنيهًا مصريًا أو 5 دولارات وتزداد مقابل زيادة عدد المتابعين المطلوب شراؤهم، يمكنك أن تصبح نجمًا لجمهور وهمى يتخطى عدده المليون والمئة ألف على أحد مواقع التواصل الاجتماعى، بعد أن تخصص مئات الأشخاص والمواقع فى تجارة المتابعين الذين يزعمون أحيانًا أنهم "حقيقيين ومتفاعلين"، وفى أحيان أخرى يعترفون أنها حسابات وهمية، ولكل منهم تسعيرته الخاصة، والمفاجأة أن عملية شراء "الجمهور غير الموجود فى الوجود" لها ضمان يمتد أحيانًا إلى 5 سنوات، باستمرار المتابعة واستمرار زيادة عدد المتابعين.

وعن طريقة توفير هذا العدد الهائل من المتابعين يقول "أحمد بسيونى" المدون التقنى، ومنسق التسويق لـ"اليوم السابع": "هناك طريقتان لتجارة المتابعين، إما عن طريق استغلال ثغرات فى مواقع التواصل الاجتماعى يستطيعون من خلالها عمل زيادة وهمية فى عدد المتابعين لشخص معين، أو فرض هذا الشخص على حسابات حقيقية لمستخدمين لا يعلمون شيئًا عن هذا الشخص"، ويضيف "لهذا السبب فوجئ الكثيرون على موقع "فيس بوك" بأنهم متابعون لصفحات وأشخاص لا يعرفون عنهم شيئًا ولا حتى يهتمون بمتابعتهم وأحيانًا لا تتوافق هذه الصفحات مع اتجاهاتهم ولا ميولهم، أما الطريقة الثانية لخلق متابعين وهميين هى استخدام بعض البرامج التى تصنع حسابات غير حقيقية بصورة أتوماتيكية"، مشيرًا إلى أن الكثيرين يتخذون من تجارة الحسابات الوهمية مهنتهم ومصدر دخلهم الوحيد.

ويوضح "ممدوح أحمد" مدير نظم تقنية، سر إقبال الكثيرين على شراء زيارات وهمية ومتابعين وهميين "فضلاً عن هوس الشهرة والنجومية، يلجأ البعض إلى شراء المتابعين، لتحقيق مكاسب مادية، حيث يستغلون حساباتهم المتضخمة بالمتابعين لعمل إعلانات على الإنترنت، وكلما كان عدد متابعيهم أكثر كلما كانت أسعار إعلاناتهم أغلى".

وعلى الرغم من فتوى الداعية الإسلامى السعودى "محمد صالح المنجد" بعدم شرعية هذه التجارة، سواء بالنسبة للبائع أو الشارى، حتى لو حسنت النية والدافع ورائها، مرجعًا ذلك إلى أنها تعد نوعًا من التزوير والتدليس وخداع الناس، مشيرًا إلى أن من يفعل ذلك يريد أن يكتسب مكانة بين الناس وأهمية بمتابعين وهميين.


هوس النجومية والبيزنس يشعلان تجارة "المتابعين الوهميين" على الإنترنت 1 (1).jpg

هوس النجومية والبيزنس يشعلان تجارة "المتابعين الوهميين" على الإنترنت 1 (2).jpg

هوس النجومية والبيزنس يشعلان تجارة "المتابعين الوهميين" على الإنترنت 1 (3).jpg



أكثر...