افتقاد الكثير من الشباب للقدوة يجعلهم يبحثون عنها فى الكثير من الشخصيات الشهيرة أو الناجحة وأصحاب المناصب والمراكز الاجتماعية، فلا يتوقف الأمر عند إعجابهم بنجاحهم، بل ينبهرون بهم بدرجة كبيرة، تجعلهم يستقبلون كل شىء منهم دون شك، وبثقة تامة فى أذواقهم وميولهم، وأخلاقهم كذلك، كما يدفعهم ذلك إلى محاولة الاقتراب منهم بأى ثمن، وهو ما تحذر منه هبة سامى المحاضرة فى علوم التغيير والعلاقات الإنسانية، وخبيرة التطوير النفسى والاجتماعى، مؤكدة أن الكثيرين يتعرضون للإصابة بالصدمة، حين يقتربون منهم ويكتشفون أن بعض سلوكياتهم وأخلاقهم سيئة، مما يؤذيهم نفسيًا ومعنويًا.

وتضيف، "ليس كل ما يلمع ذهبًا، ولا يجب أن ننبهر بالشهرة والمركز الاجتماعى دون أن نركز فى الأخلاق والسمعة والسلوكيات، التى هى جوهر الإنسان وقيمته الحقيقية، لذا لا يجب أن ننبهر بأى شخص فنتجاهل كل عيوبه ومساوئه ونأخذه قدوة حتى فى سلوكياته الخاطئة، أو ندور فى فلكه حتى نذوب فى حياته وتقف حياتنا نحن دون تطوير أو نجاح حقيقى لنا، وفى بعض الأحيان يسبب ذلك فقدان الثقة بالنفس، اعتقادًا منا أن هؤلاء الأشخاص الأفضل دائمًا مهما فعلنا وفعلوا".

وتحذر: "لا يجب أن نقترب من أى شخص ونسمح له بتخطى الحدود معنا، بحجة أنه أهل دين أو علم وثقافة، بل الأولى لأنه كذلك أن تكون المعاملة بيننا متوجه بالاحترام"، تتابع "اتخاذ شخص كقدوة أمر مهم، ولكن فى حدود، فلا يجب أن ننسى شخصيتنا، ونصبح نسخة مقلدة من قدوتنا، بل علينا أن نأخذ من شخصيته أو سيرته ما يناسبنا وما نحتاجه لنحقق نجاحنا، ونضع فى اعتبارنا دائمًا أنه إنسان يصيب ويخطئ حتى لا نعرض أنفسنا للصدمة والخذلان".

فى الوقت نفسه، توصى خبيرة التطوير النفسى والاجتماعى الأشخاص الذين تضعهم الحياة موضع القدوة لآخرين، أن يكونوا قدر الثقة وألا يخذلوا من وثقوا بهم بدافع حب الذات أو يستغلون حب الآخرين لتحقيق مآرب شخصية.



أكثر...