ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن، يستعد لفشل المفاوضات، ويفكر فى الإقدام على خطوة، من شأنها تغيير وجه الشرق الأوسط وتوريط إسرائيل وهى إلغاء اتفاقيات "أوسلو" الموقعة مع تل أبيب.

وأضافت الصحيفة العبرية، أن عباس، بدا منهكًا ويائسًا أمام مستقبل المفاوضات، مشيرة إلى أن إحدى اللقاءات الصحفية التى أجراها مؤخرا وقال فيها: "سيأتى جيل يسألنا ماذا فعلتم؟ أنا الآن فى التاسعة والسبعين وكما يبدو لا بد من تسليم الراية، ثم تأتى استراحة المحارب".

وأوضحت "يديعوت" أنه يتضح الآن أنه بدأ الإعداد، من وراء الكواليس، لمبادرة يمكنها تهديد حل الدولتين ووضع إسرائيل أمام مشكلة خطيرة، وتقوم هذه المبادرة على إعلان الفلسطينيين بأنهم "سلطة تحت الاحتلال".

وتعنى خطوة كهذه حسب الصحيفة العبرية إلغاء اتفاقيات "أوسلو" وإلغاء مكانة السلطة الفلسطينية كمؤسسة سيادية، وفى هذه الحالة ستتوقف السلطة عن الوجود، وسيتوقف تقديم الخدمات للسكان، وبالتالى تقع المسئولية كاملة على إسرائيل.

وقالت يديعوت، إنه إذا اضطر الفلسطينيون إلى الإقدام على هذه الخطوة، فهذا يعنى أنهم سيفككون الأجهزة الأمنية ونزع سلاحها، وستضطر إسرائيل إلى تحمل المسئولية الأمنية والجنائية عما يحدث فى الضفة الغربية.

وأضافت الصحيفة العبرية، أن خطوة كهذه تعنى أن القيادة الفلسطينية ستفقد صلاحياتها، وتحمل مناصب رمزية، ربما كحكومة فى المنفى، إلا أن المستوطنات ستصبح أكثر عرضة للمحاكمة الدولية، لأنه حسب القانون الدولى لا يمكن للدولة المحتلة البناء على الأراضى المحتلة ونقل السكان إليها.

وأشرت يديعوت، إلى أنه تم قبل عدة أيام المصادقة على انضمام الفلسطينيين بشكل رسمى إلى معاهدة جنيف، الأمر الذى يسمح لهم باعتبار أنفسهم "سلطة تحت الاحتلال".

ونقلت الصحيفة العبرية عن مصادر فلسطينية مطلعة، قولها إن رام الله تدرس خطوة كهذه، مضيفة أن مسئولين فى قيادة المنطقة الوسطى للجيش الإسرائيلى أكدوا أنهم سمعوا من قبل قادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية نية الفلسطينيين تفكيك قوات الأمن الفلسطينية من سلاحها، كما تم تحويل تهديد رسمى بهذا الشأن إلى إسرائيل.

وقالت المصادر الفلسطينية، إن هناك جهات فى منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة تعتقد أن هذه الخطوة هى الصحيحة والمطلوبة، موضحة أن القيادى البارز بحركة فتح جبريل الرجوب طرح اقتراحًا كهذا.

وأشارت يديعوت إلى أنه فى حال قررت السلطة الفلسطينية الإقدام على هذه الخطوة، فإنه سيتم تحويل الموضوع للمصادقة عليه فى المجلس المركزى لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذى سيجتمع فى رام الله يوم السبت المقبل، قبل ثلاثة أيام من انتهاء الفترة المخصصة للمفاوضات.

وقالت المصادر الفلسطينية، إنه يمكن أن يتم طرح هذا الاقتراح أمام المجلس، لكنه ليس من الواضح بعد ما إذا كان سيصادق عليه، مضيفة أنه سيتم طرح عدة أفكار أمام المجلس لمناقشتها.

فى المقابل قالت مصادر إسرائيلية، إنه إذا أقدم أبو مازن على هذه الخطوة، فإن ذلك لن يعرض إسرائيل إلى التهديد من قبل المحكمة الدولية.

وحسب زعم البروفيسور الإسرائيلى روبى سيجل، الخبير فى القانون الدولى، والمدرس فى الجامعة العبرية، فإن "التغيير الذى يسعى إليه الجانب الفلسطينى هو مجرد تغيير فى الصياغة، لكنه لن يطرأ أى تغيير فى الواقع".




أكثر...