رأت مجلة "كومنتاري" الأمريكية أنه بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم والعمل على زعزعة استقرار شرق أوكرانيا تنذر نوايا الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بعدم تهدئة الوضع بل بإثارته وتفاقمه حينما أظهر عجز الاتحاد الأوروبى الى العالم.

وقالت المجلة الأمريكية ـ فى تقرير على موقعها الإلكترونى اليوم الأحد ـ إن الاتحاد الأوروبى الذى يواجه أزمة فى هويته قد سقط على حد سيف المصالح الاقتصادية واتخذها كمبرر للعزوف عن مساندة أوكرانيا.

وأضافت " من الواضح أن انتعاش قطاع العقارات فى لندن كان نتاجا مباشرا للاستثمار الروسى فى لندن، وأما فرنسا فتضع مصلحتها أولا قبل كل شئ حتى قبل أى مسؤولية للأمن الجماعى، ولهذا أجلت بدلا من أن تلغى صفقة حاملات هليكوبتر مع روسيا بمليارات الدولارات، وما يتعلق بالجانب الألمانى فطالما يضع الألمان فى أولوياتهم استيراد النفط من روسيا ويفكرون مليا فى أى قرار قد يعرقل الأمر، حتى أن المستشار الألمانى السابق جيرهارد شرودر حينما ترك منصبه وجد له مكانا شاغرا فى شركة جازبروم الروسية العملاقة التى تعمل فى مجال الطاقة، وأثار غضب خليفته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لدعمه الرئيس فلاديمير بوتين.

وتابعت " إن بوتين يعلم علم اليقين أن قادة الاتحاد الأوروبى اذا عرض عليهم قضية المبادئ أو الاقتصاد لاختاروا الاقتصاد بلا رجعة، وربما يعد هذا سببا لتجاهل بوتين ـ فى احد البرامج التلفزيونية الذى بثت يوم أمس السبت ـ حقيقة أنه اجتاح الأراضى الأوكرانية وبشكل مثير للدهشة واشتكى من أن الحكومة الأوكرانية الجديدة قد تخلفت عن مدفوعاتها للغاز الروسي".

وقالت المجلة " وجه لبوتين سؤال يقول فى غضون شهر من الآن سوف تعيد النظر فى قضية فواتير الغاز المستحقة على أوكرانيا، وفى غضون شهر يعنى أن أوكرانيا سوف تكون على مقربة من الانتخابات الرئاسية فى 25 مايو، فهل ستعترف بمثل هذه الانتخابات أم لا ؟ فأجاب بوتين على السؤال قائلا : هذه القضية لا تمت بصلة للانتخابات، فنحن نفصل بين الاقتصاد والعملية السياسية فى أوكرانيا، الأمر ببساطة هو أننا نريد أموالنا عن شهر مارس المستحق دفعها فى 7 ابريل، فالمبلغ الذى نتحدث عنه 525 مليون دولار ولم نستلم دولارا واحدا".

وأضافت " لقد أصدر بوتين الانذار الأخير إلى الأوكرانيين بأن عليهم دفع ما عليهم من فواتير الغاز بثمانية أيام قبل اجراء الانتخابات الرئاسية، فحينما يتعلق الأمر بالأموال مقارنة بالمبادئ تفوز الأموال، وربما تكون أوكرانيا كبش الفداء، ولكن يبقى السؤال إلى أى مدى سيكون الوضع مريحا إلى المستشارة الألمانية بالنظر إلى بوتين وهو يستخدم نفس مبادئ الدول الأوروبية؟".



أكثر...