يقول الدكتور محمد عبد الشافى، أستاذ المسالك البولية واستشارى الضعف الجنسى بكلية طب الأزهر، إن طرق تشخيص الإنجاب لدى الرجال ببساطة نبحث عن خلل فى المحطات الثلاث بما يلى: بعد أخذ التاريخ المرضى لتأخر الإنجاب نقوم بفحص المريض إكلينيكيًا ثم فحص نسبة الهرمون المنشط للخصية والهرمون اللبنى وهرمون الذكورة عن طريق أخذ عينة دم وعمل فحص بأشعة الدوبلر الملون للخصيتين للكشف عن دوالى الخصية، وقد نحتاج إلى أخذ عينة من الخصية حال عدم وجود حيوانات منوية بالسائل المنوى ويجب أن تجرى فى مركز للخصوبة حتى يتم الاحتفاظ بالحيوانات المنوية إن وجدت.

وأوضح عبد الشافى، أن العلاج يبدأ بعلاج السبب وذلك بإعطاء جرعات من الهرمون المنشط حال نقص الهرمون المنشط للخصية أو إجراء استئصال أو ربط لدوالى الخصية إن وجدت أو علاج انسداد القنوات المنوية، لكن فى كثير من الحالات لا يوجد سبب واضح لتأخر الإنجاب ما يجعلنا نعطى المريض ما يسمى بالعلاج التجريبى والذى تقوم فكرته على تحفيز الخصية وتقوية الحيوان المنوى.

وبعد ظهور وسائل الإخصاب المساعدة فى منتصف الثمانينيات كالتلقيح المجهرى وما يسمى بأطفال الأنابيب والحقن المهبلى حدثت طفرة غير مسبوقة فى مجال العقم جعلت فرص الأنجاب تزداد بشكل واضح، ولم يقف العلم عند هذا الحد فنحن بصدد العلاج بالخلايا الجذعية فى المرضى الذين يعانون من عدم وجود حيوانات منوية لخلل بالخصية ولكن ما زالت الخلايا الجذعية حتى اللحظة فى مرحلة التجربة ولم يتم إقرارها بشكل قاطع كوسيلة علاجية وإن كنا قد أصبحنا منها قاب قوسين أو أدنى.

وأشار عبد الشافى إلى أن هناك طرقًا وقائية لتجنب تأخر الإنجاب، وذلك من خلال الفحص المبكر لراغبى الزواج للكشف عن المتلازمات والأمراض الوراثية التى تؤدى إلى تأخر الإنجاب وتجنب زواج الأقارب والإقلاع عن التدخين والعقاقير المخدرة والإقلال من تناول الوجبات السريعة "تيك أواى" لاحتوائها على الدهون المشبعة الضارة واستخدام الملابس الفضفاضة وتجنب لبس البنطلونات الضيقة وتجنب استخدام المخصبات الكيماوية فى مجال الزراعة أو استخدام الهرمونات الضارة لتسمين الدجاج فى مزارع الدواجن والعلاج المبكر لحالات التهابات المسالك البولية حتى لا تتحول إلى التهابات مزمنة تؤخر الإنجاب.

وأخيرًا لابد أن نعلم أن هناك حالات كثيرة يقف العلم أمامها عاجزًا ولا توجد أسباب ظاهرة لتفسيرها ولا يوجد لها علاج ناجع ليثبت لنا الخالق سبحانه وتعالى كما ذكر فى كتابه أن الإنجاب هبة منه يهبها لمن يشاء ويمنعها عمن يشاء وصدق إذ يقول: "يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانًا وإناثًا ويجعل من يشاء عقيمًا إنه عليم قدير".