لمح رئيس الحكومة التونسية المهدى جمعة اليوم الثلاثاء إلى السماح بشكل رسمى وعلنى للسياح الإسرائيليين بالدخول إلى تونس بهدف انجاح الموسم السياحي، داعيا المجلس الوطنى التأسيسى إلى اتخاذ قرار بهذا الشأن وتحمل مسؤولياته.

وقال جمعة خلال كلمة له فى الجلسة التمهيدية للحوار الوطنى الاقتصادى اليوم إن نجاح الموسم السياحى يبدأ بنجاح موسم الحج الى معبد الغريبة بجزيرة جربة.

وجاءت كلمة جمعة ردا على طلب نواب المجلس الوطنى التأسيسى مطلع الأسبوع الجارى عبر عريضة موقعة بمساءلة وزيرة السياحة آمال كربول والوزير المكلف بالملف الأمنى بوزارة الداخلية رضا صفر بشأن ما تردد من أنباء حول السماح لـ61 سائحا اسرائيليا بالدخول إلى تونس مؤخرا.

ورحب جمعة بالمساءلة لكنه دعا إلى النأى بالحكومة عن التجاذبات السياسية واتخاذ القرارات بدل التركيز على السلبيات.وقال جمعة "نواجه ضغطا اقتصاديا وماليا والقطاع السياحى من بين القطاعات التى يمكن ان توفر سيولة فورية".

وأوضح "لنكن واضحين ونترك مسألة التطبيع. باتفاق كل المهنيين فإن نجاح الموسم السياحى يرتبط بنجاح موسم الحج إلى الغريبة".
وتتطلع تونس لجذب سبعة ملايين سائح هذا العام لاستعادة المعدلات العادية للقطاع لما قبل الثورة. لكن وزارة السياحة تخشى من أن يؤدى الجدل المتكرر حول السياح الاسرائيليين إلى ضرب صورة تونس فى الخارج.

وكانت السلطات التونسية منعت فى التاسع من مارس الماضى دخول 14 سائحا إسرائيليا كانوا على متن باخرة راسية بميناء حلق الوادى أثناء قيامها برحلة بحرية.

وعللت الداخلية قرارها بعدم استيفاء السياح للإجراءات القانونية من أجل الدخول. لكن مع ذلك جلبت الحادثة انتقادات دولية لتونس.
واضطرت كربول لعقد مؤتمر صحفى مع ممثلى وسائل الإعلام الأجنبية للتأكيد على ترحيب تونس بجميع السياح دون تمييز.وقالت إن السياح الإسرائيليين مرحب بهم فى تونس فى حال استيفائهم لشروط الدخول القانونية.

وتستعد تونس لاستقبال الآلاف من السياح اليهود من شتى أنحاء العالم لإحياء موسم الحج السنوى إلى معبد الغريبة الشهير بجزيرة جربة فى منتصف مايو. ولا يعرف ما إذا كانت السلطات ستسمح فعليا لليهود الحاملين للجنسية الإسرائيلية من دخول تونس فى موسم الحج.

لكن جمعة قال اليوم "هناك إجراءات قامت بها جميع الحكومات المتعاقبة. نحن سنقوم بالأمر فى شفافية"، فى إشارة إلى توافد السياح الإسرائيليين فى السنوات الماضية لكن بشكل غير علنى.

ومثل الكثير من الدول العربية لا تقيم تونس علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، لكن الجانبين تبادلا فتح مكاتب اتصال فى عام 1996 قبل أن تقرر السلطات التونسية غلقه احتجاجا على سياسة إسرائيل ضد الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

وتضغط منظمات ذات توجه قومى وعربى قومية من أجل إضافة بند لتجريم التطبيع فى الدستور التونسى الجديد لكن المقترح لم يتم تبنيه من قبل غالبية الأحزاب بالمجلس التأسيسى.

يذكر ان الحج إلى الغريبة يجذب أكثر من خمسة آلاف زائر سنويا من مختلف بقاع العالم غير أن العدد كان قد تقلص بعد التفجير الذى استهدف المعبد فى ابريل 2002 وأودى بحياة 21 شخصا أغلبهم من السياح الألمان والفرنسيين.



أكثر...