بعيدا عن زحام السياسة والانتخابات يرسم السوق لنفسه مساحة خاصة تحيطها "الزغاريد" وتلونها أشكال الفرح فى الأدوات المتراصة على جوانبه، بداية من مستلزمات "السبوع" الصغير، حتى قاعات الأفراح الضخمة واضعا شروطا واضحة لدخول بوابات "درب البرابرة" هى.. الدخول للسعادة فقط.

عم "إلياس سعيد" 65 عاما، من أقدم ملاك المحلات بدرب البرابرة، يقول كنت أسمع من جدى رحمة الله عليه إن تاريخ الدرب يرجع إلى العصر المملوكى، وكان سكانه من جنسيات متعددة، ولذلك أطلق عليه قديما هذا الاسم، أما الآن فيطلق عليه اسم أول شهيد فى حرب السويس "شارع الشهيد كمال الحسينى"، ولكن السائد أكثر هو درب البرابرة الذى لا يعتبر مجرد شارع بالمعنى المعروف، فهو يتكون من عدة ممرات وعطفات ضيقة تزدحم بها المحلات التى تتنوع أنشطتها، لكنها جميعا تتفق على عنوان واحد وهو "الأفراح والليالى الملاح".

يضيف "إلياس" أشتهر درب البرابرة منذ أكثر من 100 عام بصناعة الحلويات بالطريقة اليدوية التى أدخلها اليونانيون إلى مصر آنذاك، مثل "البون بون، والفوندام، وقطع العسلية"، ومن ثم اشتهر ببيع مستلزمات الأفراح والحلويات لما لها من ارتباط قوى بالمناسبات السعيدة، ومن أشهر هذه المستلزمات "البونبونيرة" التى تقدم بها الشيكولاته والحلوى للأقرباء والضيوف فى الأفراح و"السبوع"، وتحرص دائما أم العروس أو جدة المولود أن تطلق الزغاريد أثناء شراء هذه المستلزمات ابتهاجا بالحدث.

ويضيف "إلياس سعيد" وتعد "الشموع" من أشهر الأشياء التى تباع فى درب البرابرة، حيث تأخذ أشكالا كثيرة تختلف باختلاف المناسبة، فشموع الزفاف تختلف عن شموع الخطوبة و"السبوع"، كما دخل مؤخراً بيع بعض التحف "الصينى" لتحتل مساحات ليست بالقليلة فوق أرفف المحلات وهى مصنوعة أيضا لهذه المناسبات.

رغم كل الظروف.. درب البرابرة شارع المناسبات السعيدة منذ العصر المملوكى vcvncnvbnvbmvb.jpg



أكثر...