يصف البعض نفسه بأن قلبه هو الذى يقود عقله، ولذلك فهو يتعرض للكثير من الآلام الناتجة عن سوء إدارته لعلاقته بمن حوله، كما يقال إن المرأة إذا أحبت تحكم قلبها فى عقلها، فهل فعلاً يمكن أن يقود القلب العقل أو أن تتراجع سلطة العقل أمام القلب ومشاعره؟.

من جانبه يؤكد الدكتور أحمد هارون، استشارى العلاج النفسى، أن الحب الحقيقى هو حب بين عقل وعقل، لأن الإنسان عندما يعجب بشخص إنما عقله هو الذى يعجب بالعقل الآخر، أى أن عقله قد اقتنع بهذا العقل الآخر وقبله ومن ثم شعر بالانجذاب تجاهه، وحتى القبول المبدئى لدى الطرفين يكون مقر العقل، فعندما تلتقى بشخص لأول مرة وتتحاور معه، عقلك هو الذى يقبله أو يرفضه، وبناء عليه يأتى شعورك بأنك تتمنى لقاءه مرة أخرى، أو تتولد لديك الرغبة فى أن تكون معه أبداً، ونستطيع أن نقول أن "العقول مقرها القلوب" مثل قوله تعالى: "وفى قلوبهم أفلا يعقلون".

وأضاف "هارون"، من تنجذب إليه فكرياً هو الذى تراه جميلاً فى عينيك، لأن العين ليس كما يقولون نافذة للقلب، بل هى مرآة تعبر عن العقل أو "القلب العاقل"، وهنا يمكن أن نطلق على هذه الحالة "الإحساس العاقل" فالعين ترى الجمال وتقدر قيمته بناء على تقييم العقل لهذا الجمال.

وتابع "هارون"، وإن أردنا تفسير لماذا الحب القائم على الانجذاب العقلى هو الحب الحقيقى؟، لأننا نجد أن الأصلح لإقامة الحياة الزوجية، وحين يتحقق الزواج يشعر الزوجان بالامتلاء والإشباع، وتتحقق المتعة الكلية لديهم، أما الزواج القائم على الحقد والصراعات العقلية، يكن حياة إجبارية بين أشخاص غرباء تحت سقف واحد.



أكثر...