رأت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية ، أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن يحاول بشتى الطرق المناورة لفرض المزيد من الضغوط على إسرائيل والولايات المتحدة قبل أسبوع من انتهاء الموعد النهائى لمحادثات السلام مع إسرائيل فى 29 من الشهر الجارى.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية - فى التقرير الذى أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم الخميس- إن الاتفاق التاريخى الذى ابرمته كل من حركة حماس وفتح أمس الأربعاء لابد أن يرى فى سياق الجهود المبذولة لرئيس السلطة الفلسطينية عباس والتى ترمى إلى إرسال رسالة إلى إسرائيل والولايات المتحدة ، تتعلق بالأزمة الحالية فى محادثات السلام.

وأضافت الصحيفة " كانت رسالة عباس واضحة وهى أنظروا ما أنا قادرعلى فعله إن لم ترضخوا لمطالبي" ، وتابعت الصحيفة "لم تكن اتفاقية التى ابرمها الجانبين الفلسطينيين محض صدفة لقد حاول أبو مازن بكل الطرق أن يناور من أجل الضغط على إسرائيل وأمريكا قبيل انتهاء الميعاد المحدد لمباحثات السلام".

واستطردت الصحيفة "كانت حركته الأولى منذ أسبوعين فى شكل احتفالية بثت على شاشات التلفاز أعلن فيها توقيعه استمارات للانضمام ل 15 معاهدة دولية ، ثم جاءت الخطوة التالية وهى تلويحة بالإستقالة وتفكيك السلطة الفلسطينية و تسليمها مره أخرى إلى إسرائيل".

وأشارت الصحيفة إلى أن خطوته الثالثة فى التأثير على الرأى العام الإسرائيلى جاءت فى صورة اجتماعه مع أعضاء الكنيست الإسرائيلى والصحفيين فى محاولة لكسب تعاطف الرأى العام الإسرائيلى.

وقالت الجيروزاليم بوست "ولكن لم تكن خطواته ذات تأثير بين على صانعى القرار الإسرائليين وعلى الولايات المتحدة ولذا لجأ عباس فى نهاية المطاف إلى قضية التصالح والوحدة مع حركة حماس فبعد سنوات من العداوة بين الطرفين اكتشف فجأة أن حماس قد تكون "شريكا وطنيا حقيقيا" لحركة فتح.

وقالت الصحيفة "عباس يعلم علم اليقين أن حماس لم ولن تتغير حتى بعد الإعلان عن إبرام الاتفاقية فى قطاع غزة استمر قادة حماس فى الإعراب عن معارضتهم لمباحثات السلام مع إسرائيل وحل الدولتين ويعلم أيضا عباس أنه لايوجد شئ "تاريخي" حول هذا الاتفاق لأنه الرابع من نوعه منذ عام 2007 ، ففى الحقيقة يعد الاتفاق الأخير هو مجرد اتفاق آخر لتنفيذ الاتفاقات السابقة بين حماس وفتح ، فقد شهد الفلسطينيون منذ عام 2007 العديد من المصافحات والقبلات بين حماس وقادة فتح فى المملكة العربية السعودية واليمن وقطر ومصر والآن فى قطاع غزة ، ففى السنوات الثلاث الماضية ، تم الإعلان عن اتفاقات مماثلة لتنفيذ الاتفاقات السابقة "التاريخية" من قبل فتح وحماس، ولكن لم يتم تنفيذ أى منها أبدا".

وأضافت الصحيفة "قد تكون الاتفاقية هى الشيء الوحيد لتحقيق المصالحة والاتفاقات لتنفيذ الصفقات السابقة ، ولكن الأمر مختلف تماما حينما يتعلق بتحقيق الوحدة الحقيقية وإنهاء الانقسام بين حركتى فتح وحماس ، ومن غير المرجح أن تتخلى حركة حماس عن سيطرتها على قطاع غزة لصالح عباس ، وعلى الجانب الأخر فتح لن تسمح لحماس لإنشاء قواعد السلطة فى الضفة الغربية المحتلة".

واختتمت الصحيفة " عباس لا يفكر إلا فى أمر واحد الآن.. ألا وهو كيفية انتزاع تنازلات من إسرائيل والولايات المتحدة وإن لم تحدث المناورة الجديدة مع حماس مفعولها، فسيكون عليه أن يفكر فى أى أمر آخر".



أكثر...