دعا الزعيم اللبنانى وليد جنبلاط رئيس جبهة النضال الوطنى رئيس تيار المستقبل سعد الحريرى إلى العودة إلى لبنان، اليوم قبل الغد ؛لأنه لم يعد هناك ما يبرر الغياب، وأن يترأس حكومة جامعة (بعد انتخاب رئيس جديد للبنان).. معتبرا أن ذلك يوفر على البلاد الكثير من التأزم والتوتر.

وأكد وليد جنبلاط تمسكه بمرشح "جبهة النضال الوطنى " لرئاسة لبنان النائب هنرى حلو، وقال إن الأفضل للبلاد ولكل الأطراف أن يكون هناك رئيس للجمهورية قبل نهاية ولاية الرئيس ميشال سليمان فى 25 مايو، لكى نتجنب الفراغ، لافتا الانتباه إلى أنه مع الاتفاق على رئيس جديد يدير الأزمة بالشكل الذى يزيل التأزم ويسهم فى التقريب بين المكونات اللبنانية على اختلافها وكذلك بين القوى السياسية.

وأشار جنبلاط فى حديث لـصحيفة (السفير) اللبنانية إلى أنه أن لا شيء يوحى بإمكان توافر نصاب الثلثين لانعقاد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الجديد الأربعاء المقبل، خاصة أن التوافق على شخصية معينة لانتخابها لم يحدث بعد.

ولفت إلى أنه سيقوم بمسعى توفيقى على الخط الرئاسى، على غرار المسعى الذى قام به ونجح فى الوصول إلى حل للأزمة الحكومية بالوصول إلى الاتفاق على تمام سلام كحل وسط.وأعرب عن الأسف لكل ما يقال عن تبنيه لمرشح «ضعيف»، تماماً كما يأسف للأصوات الطائفية التى تصدر من هنا وهناك، مصادرة حقه بأن يكون له مرشح.

وعلق جنبلاط على الحديث عن المرشح القوى للرئاسة، بالعودة بالذاكرة إلى الوراء، متسائلاً عما آلت إليه عهود الرؤساء الأقوياء ؟.. يستثنى الرئيس اللبنانى الأسبق فؤاد شهاب، مستشهداً ببشارة الخورى الذى بدأ عهده قوياً وأنهاه بكتلة نيابية مؤلفة من 7 نواب أو بكميل شمعون الذى انتهت ولايته بحرب أهلية.

وانتقد جنبلاط من يطرح عناوين كبرى من المرشحين للرئاسة، قائلا إن سلاح «حزب الله» ليس على طاولة النقاش المحلية، وهو خاضع لاعتبارات تتعلق بالسياسة الدولية والإقليمية.. مشيرا إلى أنه سبق وطرح ضرورة تصويب وجهة بندقية المقاومة..مؤكدا أن هذا هو أقصى الممكن حالياً.

أما «إعلان بعبدا» الذى تطرق إليه يوم ترشيح حلو، فأوضح أنه يصلح ليكون خريطة طريق عندما تنضج الظروف لا اليوم.. من هذا المنطلق، يعتبر أن إصرار الرئيس ميشال سليمان على تطبيقه فوراً كان السبب فى سقوط حظوظ التمديد.

وشكك جنبلاط فى مدى تأثير التغييرات التى يجريها العماد ميشال عون على حظوظه الرئاسية.. معتبرا أن اللقاء الذى جمع عون برئيس تيار المستقبل سعد الحريرى لغزاً بالنسبة له.

وعلى الرغم من اقتناع جنبلاط بأن اللبنانيين أمام فرصة جدية لانتخاب رئيس «صُنع فى لبنان»، مستفيدين من عدم وجود لبنان فى أولويات ملفات المنطقة، إلا أنه لا يحيّد العامل الخارجى تماماً.

وأشار إلى أنه سيقوم بمسعى توفيقى على الخط الرئاسى، على غرار المسعى الذى قام به وأدى إلى إنهاء الأزمة الحكومية بالوصول إلى الاتفاق على رئيس الوزراء تمام سلام كحل وسط.

وقال جنبلاط "ما أسعى إلى القيام به يرمى إلى كسر حال التأزم والانقسام بين فريقى 8 آذار و14 آذار..آملاً أن أتمكن من الوصول إلى نتيجة".. لكنه أقرّ بأن المهمة السابقة على الخط الحكومى وعلى تعقيداتها، كانت سهلة، فيما تبدو المهمة الحالية بالغة الصعوبة".

وكشف جنبلاط أنه رسم خريطة تحرّك فى هذا الاتجاه تقوده إلى التواصل مع الأمريكيين والسعوديين والفرنسيين بما لهم من دور فى هذا المجال، إضافة للتواصل مع القوى الداخلية، ولا سيما " حزب الله " ورئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برى وآخرين.
وذكر أنه سيوفد وزير الصحة وومثل حزبه فى الحكومة وائل أبو فاعور إلى السعودية للقاء المسئولين السعوديين (وربما للقاء الحريرى).

وأعرب عن خشيته كثيراً من الفراغ الذى يؤدى إلى انتقال صلاحيات الرئيس إلى الحكومة..معتبرا أن ذلك قد يعطل الدولة إدارياً وسياسياً واقتصادياً، وأن أى مرسوم سيحتاج إلى توقيع 24 وزيراً ؛ لذلك من الأفضل أن ننتخب رئيسا لا أن نذهب إلى الإرباك.

وبالرغم من أن مسألة تأجيل جلسة الأربعاء صارت محسومة، لعدم اكتمال النصاب، لا يزال جنبلاط يأمل أن بالإمكان انتخاب رئيس خلال فترة الشهر المتبقية حتى 25 مايو.



أكثر...