سلطت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين فى مخيم اليرموك للاجئين السوريين، وقالت الصحيفة "إن العائلات الفلسطينية التى استطاعت الفرار من المخيم السورى تصل الآن إلى لبنان، لتروى قصص مفزعة عن مدى معاناتهم".

من بين هؤلاء أم سمير، التى تواجه من جديد الحقيقة المرة بأنها أصبحت لاجئة من جديد، عقب فرارها من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينين فى دمشق إلى بيروت، وأصبح حلم حياتها بالعودة إلى مسقط رأسها أبعد أكثر من أى وقت مضى.

وتقول السيدة الفلسطينية "إنها طالما اعتقدت أن المرة التى ستغادر فيها اليرموك ستكون من أجل العودة إلى فلسطين، لكنها تجد نفسها الآن فى مخيم صابرا وشاتيلا فى قلب بيروت، وتعيش أم سمير مع زوجها وابنتها وأسرتها الكبيرة داخل قبو ضيق.

وخلال الأسبوعين الماضيين، وصل حصار مخيم اليرموك إلى الحضيض، ومن ظلوا بداخله لم يعودوا قادرين على المغادرة أو حتى الحصول على الطعام، فيما قرر آخرون أن محاولة الهروب الانتحارية من المخيم المراقب بشدة أفضل من البقاء فى المبانى المهجورة والبساتين المنهوبة.

ويقول أبو سمير إنهم اضطروا للهروب فى مجموعات صغيرة، وتركوا خمسة من أطفالهم، نظرا لخطورة إحضارهم.

وتوضح الصحيفة أن الفلسطينيين الفارين من اليرموك يواجهون صعوبة فى لبنان أيضا حيث يتم منحهم تأشيرة لمدة أسبوع واحد فقط، وعليهم أن يسجلوا لدى السلطات أو يواجهوا غرفة بمائتى دولار لا يستطيع أغلبهم دفعها.

ويقول كثير من الفارين من اليوموك أن العار سيلحق باسمه مثلما حدث مع مخيم صابرا وشاتيلا، وكان المخيم اللبنانى قد شهد مذبحة راح ضحيتها مئات من الفلسطينيين على يد ميليشيات مسيحية لبنانية كانت متحالفة مع إسرائيل.

وتتابع الأوبزرفر قائلة "إن أشباح عام 1982 تظل مرادفًا عميقًا لمعاناة الفلسطينيين"، لكن بعض القادمين الجدد إلى بيروت يقولون "إن نطاق الأهوال التى تحدث الآن فى اليرموك والمخيمات السورية الأخرى، قد يطغى حتى على هذه الحلقة المؤلمة".



أكثر...