يضع ميجيل بيتينا كأس البيرة المثلجة من يده ويهز رأسه بينما يحصى الخسائر التى لحقت به فى آخر رحلة صيد له إلى منطقة المياه الضحلة سكاربورو شول المتنازع عليها قبالة سواحل شمال الفليبين.

وقال الصياد "46 عاما" إنه عاد من دون صيد، بعدما قام أفراد خفر السواحل الصينيون المسلحون بإبعاده هو وصيادين آخرين من منطقة المياه الضحلة التى تقع على بعد نحو 230 كيلو مترا من ساحل بلدة ماسينلوك فى مقاطعة زامباليس.

وصل بيتينا وثمانية من أفراد طاقمه إلى المنطقة مساء الخامس من أبريل لينضموا إلى أكثر من عشرة قوارب صيد من ماسينلوك وبلدتين أخريين فى زامباليس كانت تصطاد فى المياه الضحلة منذ فبراير.

وقال بيتينا: "كل شىء كان هادئا فى المساء قبل أن نخلد للنوم، لكن فى الصباح، أرسلت الصين أربعة زوارق مطاطية على متنها أفراد مسلحون طلبوا منا المغادرة، بل إنهم حتى أرسلوا مروحية لمطاردتنا وإبعادنا من المكان".

ومنطقة (سكاربورو شول) التى هى عبارة عن سلسلة من الصخور والشعاب على شكل مثلث تعرف محليا بـ"باجو دى ماسينلوك"، هى منطقة صيد تقليدية للصيادين الفلبينيين خلال فصل الصيف، ولكن أصبح محظورا عليهم دخولها منذ أبريل 2012، عندما دخلت سفن الحكومة الصينية والفليبينية فى مواجهة استمرت لمدة شهر.

ومنذ ذلك الحين والصين تسير دوريات بحرية حول منطقة المياه الضحلة لتأكيد أحقيتها فيها، لكن الفليبين فشلت فى مجاراة الصين بسبب قوتها العسكرية المحدودة، ولجأت إلى الولايات المتحدة لمساعدتها فى حماية أراضيها.

وقد دعمت الولايات المتحدة دعوات الفليبين، من أجل حرية الملاحة فى المياه المتنازع عليها، وأعرب مسئولون فليبينيون عن أملهم فى أن تؤدى زيارة الرئيس باراك أوباما إلى مانيلا، يوم غد الاثنين إلى تعزيز التعاون بشكل أكبر من أجل تأمين السلام فى المنطقة المتنازع عليها.
ويستغرق الأمر 18 ساعة على الأقل بالنسبة لصيادى بلدة ماسينلوك ليصلوا إلى المياه الضحلة، وهى منطقة تعج بالأسماك، ويمكن للقوارب أن تصطاد ما يصل إلى ثلاثة أطنان من السمك يوميا، بينما فى مناطق صيد أخرى، حجم الصيد فى أفضل عملية صيد إلى 60 كيلو جراما من الأسماك فى اليوم الواحد.

وقبل اندلاع الأزمة، كان الصيادون الفليبينيون والصينيون والفيتناميون يتشاركون بكل هدوء فى الصيد فى المنطقة، وفقا لما ذكره أب "54 عاما" لطفلين، وقد نجح الفليبينيون والفيتناميون فى صيد كميات كبيرة من الأسماك، فى حين سيطر الصينيون على المحار الأبيض الضخم.

وقبل أسبوع من طرد الصياديين الفليبينيين، رفعت الفليبين دعوى أمام محكمة دولية تفصل فى النزاعات بموجب اتفاقية الأمم المتحدة، استنادا إلى قانون البحار.

ورفضت بكين المشاركة فى التحكيم وقالت إن مانيلا أضرت بالعلاقات الدبلوماسية برفعها هذه القضية، ولجات الفليبين إلى التحكيم لدى الأمم المتحدة فى أول الأمر فى يناير 2013.

وقال بيتينا الذى يصطاد فى المنطقة على مدار العشرين عاما الماضية إن صيادين مثله لا يمكنهم أن ينتظروا حتى يتم تسوية النزاع.

وأضاف: "منطقة المياه الضحلة ملكنا، ويجب أن نتمسك بالمطالبة بها، لكن بما أن جيشنا لا يمكنه مواجهة الصينيين، علينا أن نعتمد على الدبلوماسية، وأشك فى أننا سنحصل على النتيجة التى نريدها".



أكثر...