تعد الكلية من الأعضاء الحيوية بالجسم، حيث تقوم بتنقية الدم من السموم وإخراجها فى صورة سائل يسمى البول، وإذا فشلت الكلية فى أداء هذه المهمة، فقد يحتاج المريض إلى تنقية الدم من هذه السموم عن طريق ما يسمى بالغسيل الكلوى، كما قال الدكتور محمد عبد الشافى أستاذ جراحة المسالك البولية واستشارى الضعف الجنسى والعقم بطب الأزهر، مشيراً إلى أن الغسيل الكلوى يصلح فقط كحل مؤقت لما له من مخاطر ومضاعفات، أما الحل الدائم فى علاج الفشل الكلوى المزمن فيكمن فى نقل كلية سليمة للشخص المصاب أو ما يسمى بزراعة الكلى.

وحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، هناك ما لا يقل عن 500 مليون شخص فى العالم يعانون مشكلات فى الكلى، ونحو 60 -50 شخصا من كل مليون شخص فى العالم يشكو من الفشل الكلوى المزمن، الذى يحتاج إلى عملية الغسيل الكلوى أو عملية نقل الكلى.

وأضاف "عبد الشافى" كانت فكرة زراعة الكلى فى الماضى من قبيل الخيال أو الحلم لدى العلماء، وقد بدأوا بتجربة فكرة زراعة الأعضاء فى الحيوانات، ولكن محاولاتهم باءت بالفشل، وأثبت أحد العلماء البريطانيين الذين قاموا بزراعة جلد من فأر إلى آخر أن سبب الفشل هو حالة مناعية بحتة، لأن أى عضو ينقل من جسد إلى آخر يعامل على أنه جسم غريب كالبكتيريا والطفيليات ويبدأ الجسم فى التفاعل ضده وطرده، ولكنه لم يجد حلا لهذه المشكلة.

وظل الأمر على هذا الحال حتى أتى بيتر مدور"peterMedawar" وهو طبيب بريطانى من أصل لبنانى، واكتشف ما يسمى بالتحمل المناعى المكتسب، والذى مكن الأطباء من التحكم فى التفاعل المناعى للجسم ضد الأعضاء المزروعة وحصل مدور بهذا الاكتشاف على جائزة نوبل فى الطب سنة 1960 م، وقد أتاح اكتشاف مدور للعلماء فرصة زراعة الكلى بدون مخاطر الرفض أو الطرد، وكانت أول عملية زراعة كلية فى العالم سنة 1962 م على يد الطبيب الفرنسى جانهامبرجر (JeanHamburger) بمستشفى نيكير بفرنسا، وبنجاح زراعة الكلى على نطاق واسع بدأ العلماء يتجهون إلى زراعة أعضاء أخرى، كالكبد والقلب والبنكرياس والرئتين وقرنية العين والجلد إلى باقى التخصصات، وظهر ما يسمى بعلم زراعة الأعضاء البشرية.



أكثر...