قالت الدكتورة درية شرف الدين وزيرة الإعلام، إنه يجب ألا يلعب الإعلام دوراً فى الحوار بين الأديان لأنه مجال شائك، حيث لا تحتمل المسائل الإيمانية المناقشة، لأن كل منا سيجد فى دين الآخر ما يستحق المناقشة أو الاعتراض ولن يقبل الآخر ذلك، وقد درست هذه الفكرة ووجدت أنه من الأفضل أن ينأى الإعلام بنفسه عن الدخول فى حوار الأديان، لأن هذا الأمر سيحدث جدلاً فى البحث عن القيم المشتركة بين الأديان.

وعن فكرة الصورة الذهنية التى يرسمها الإعلام للشعوب قالت د.درية شرف الدين، إن الواقع هو الذى يصنع هذه الصورة الذهنية وليس الإعلام، فهناك مسافة بين ما تقدمه وسائل الإعلام من دراما تليفزيونية وسينما وبين الواقع، لذا فإذا أردنا أن نغير صورتنا الذهنية ونظرة الآخر لنا فعلينا أن نبدأ بتغيير واقعنا لأن الواقع يفرض نفسه أكثر من الصورة التى تُقدم فى وسائل الإعلام لأنها فى كثير من الأحيان تكون غير حقيقية.

وأضافت وزيرة الإعلام أن قنواتنا التلفزيونية معظمها تتحدث باللغة العربية فكأننا نخاطب أنفسنا ونقدم صورتنا الذهنية لأنفسنا وليس للآخر، لذا لابد من مخاطبة الآخر بلغته.

وتحدثت وزيرة الإعلام عن فكرة الأداء الإعلامى فى العالم العربى الآن، فقالت إن كثيراً من البلدان العربية شهدت ما يعرف بثورات الربيع العربى التى أحدثت تغييرات كثيرة فى المجتمعات العربية، وأحدثت نوعا من الانفلات تأثر بها الإعلام أيضاً، ففى الفترة الأخيرة نشأ الكثير من القنوات الفضائية وساهمت التكنولوجيا الجديدة فى مضاعفة مواقع التواصل الاجتماعى، فأصبح هناك تواصل بين هذه القنوات التى ظهرت فى فترة غريبة ولم تحكمها قوانين محددة، بالإضافة إلى دخول بعض من الإعلاميين الذين لم يمارسوا مهنة الإعلام من قبل فأصبح منهم من يسىء للمجال الإعلامى.

وأضافت وزيرة الإعلام، أن الفترة القادمة ستستقر كل هذه الأمور، وانطلاقاً من أهمية الإعلام فى هذه المرحلة لابد لنا كعرب من وقفة لنراجع فيها أنفسنا ونتساءل هل نحن فى حاجة إلى هذا الكم الكبير من القنوات الفضائية، ولابد أن يرتبط هذا بالمصلحة الوطنية، وعلى الإعلاميين أن يراجعوا أنفسهم فحرية الإبداع والمصلحة الوطنية لابد أن يلتقيا فى نقطة حتى لا تتحول الحرية إلى فتنة ولا تضغط أجهزة الدولة على حرية وسائل الإعلام.



أكثر...