قررت البوسنة اليوم الثلاثاء تطبيق عقوبة السجن لمدد تصل إلى عشرة أعوام على اى مواطن يقاتل أو يجند للمشاركة فى صراعات خارجية وذلك فى مسعى للحد من رحيل شبان بوسنيين إلى سوريا خشية ان يمثلوا تهديدا للبلاد بعد عودتهم.

ويقول محللون إن شبانا بوسنيين اعتنقوا أفكارا متشددة للقتال من أجل قضايا عالمية تحت تأثير مقاتلين أجانب أو مجاهدين جاءوا لمساعدة مسلمى البوسنة فى قتالهم ضد صرب وكروات البوسنة خلال الحرب البوسنية فى الفترة بين عامى 1992 و1995.

وقال فلادو ازينوفيتش الاستاذ بكلية سراييفو للعلوم السياسية والخبير فى شؤون الارهاب "هذا الاتجاه هو ارث مباشر للمجاهدين."
ويقول خبراء إنه تأكد مغادرة نحو 150 بوسنيا إلى سوريا خلال العام الاخير أفادت أنباء بمقتل 15 منهم. واصطحب بعضهم زوجاتهم وأطفالهم معهم على امل بدء حياة جديدة فى ظل قوانين إسلامية صارمة.

ومعظم مسلمى البوسنة ينتهجون الاسلام المعتدل. لكن بعض الشبان وخاصة من المناطق الريفية اعتنقوا فى السنوات الاخيرة الفكر الوهابى السنى المتشدد.

وتشير تقديرات الحكومة إلى أن عدة الاف اوروبين توجهوا إلى سوريا منذ بدء الحرب ضد الرئيس السورى بشار الأسد قبل ثلاثة أعوام. وأعلنت بريطانيا وفرنسا عن إجراءات لمكافحة الظاهرة التى أثارت ايضا بواعث القلق فى دول الاتحاد الأوروبى الاخرى.

وتنامت قوة ونفوذ الجماعات الإسلامية المتشددة بشكل كبير فى المعارضة السورية العام الماضى وكثيرا ما اشتبكت مع جماعات اخرى غير طائفية.ويهدف قانون العقوبات الجديد فى البوسنة إلى المساعدة فى منع أو تقليص عدد الشبان الذين يتوجهون للقتال فى سوريا.

وقال النائب ميرساد جوجم من الحزب من أجل مستقبل افضل اثناء طرح مبادرته فى البرلمان "هؤلاء الأشخاص سيعودون إلى البوسنة بعد وقت معين ويشتركون فى انشطة دعائى وتشجيع اخرين على ارتكاب نفس افعالهم الاجرامية."

وقال ازينوفيتش إن وضع قانون عقوبات اكثر صرامة ليس كافيا لمعالجة القضية المعقدة المتمثلة فى تجنيد مقاتلين أجانب من بين الشبان البوسنيين وان ثمة حاجة لاشتراك المجتمع كله بما فى ذلك الطائفة المسلمة والعاملين فى المجال الاجتماعى.

وتحت ضغوط أمريكية اجبر معظم المجاهدين الذين جاءوا من إيران والدول العربية على مغادرة البوسنة فى أواخر التسعينات لكن بعضهم ظل هناك بعد الزواج من بوسنيات والاستقرار بشكل أساسى فى المناطق الريفية.

وقال ازينوفيتش إن بحثه أوضح أن معظم البوسنيين الذين أصبحوا مقاتلين إسلاميين كانوا يعيشون فى مناطق استقر بها المجاهدون خلال الحرب وبعدها مثل بلدة زينتشا بوسط البلاد.

ولا يعرف أحد على وجه التحديد عدد الأشخاص الذين غادروا زينتشا متوجهين إلى سوريا لكن انباء افادت بمقتل ستة رجال من البلدة فى قتال خلال العام الاخير.

وقال طالب من البلدة اكتفى باعطاء اسمه الاول أمير انه علم من الاخبار التى يذيعها التلفزيون ان شقيقه توجه إلى سوريا فى ابريل نيسان العام الماضى. وأضاف "نخشى من حدوث الأسوأ نحن قلون من احتمال أن يلقى حتفه."وقال أمير إن شقيقه ليس مقاتلا وانه ذهب "لمساعدة المدنيين الذين تهاجمهم قوات الأسد."

وأضاف "قانون العقوبات هذا لن يمنع الأشخاص من الذهاب إلى سوريا اذا ارادوا حقا الذهاب." وتابع "ولكنه سيؤثر عليهم لإعادة التفكير قبل السفر وسيمكن آباءهم من ممارسة بعض النفوذ عليهم."



أكثر...