قديما قالوا الماء سر الحياة وهو ما عبر عنه الخالق بوضوح حينما قال فى كتابه الكريم "وجعلنا من الماء كل شىء".

يقول الدكتور محمد عبد الشافى أستاذ جراحة المسالك البولية والضعف الجنسى والعقم طب الأزهر، إن الماء إذا اختلطت به الملوثات فأنه يضر بالصحة ويحدث العديد من الأمراض وعلى رأسها الفشل الكلوى، فالكلية هى العضو الحيوى بالجسم المسئول عن تنقية الدم من السموم التى تصيب الجسم بالتليف وهى أكثر أعضاء الجسم تأثرا بالسموم والملوثات، ومن الملوثات الخطيرة التى قد تكون موجودة بالماء وتضر الكلى ضررا بالغا المعادن الثقيلة مثل الكادميوم والرصاص والزئبق والكبريت والزرنيخ والاسبستوس.

وأوضح عبد الشافى أن هذه المعادن الثقيلة الضارة بالكلى تصل إلى الماء كمخلفات للمصانع التى تلقى بها فى مياه النيل وهو المصدر الرئيسى لمياه الشرب بمصر، مشيراً إلى أن هذه المعادن الثقيلة من الصعب جدا بل من المستحيل فصلها أو تنقية المياه منها، مما يسبب ضررا بالغا على الكلى محدثا قصورا شديدا فى أدائها قد يصل إلى الفشل التام، ولا يقتصر الأمر على المعادن الثقيلة فقط، فالمواد المشعة كاليورانيوم واليود والسيزيوم قد تصل إلى مياه النيل بنفس الطريقة كما أنها قد تلوث أيضا المياه الجوفية المتواجدة حول هذه المصانع الكيماوية التى تستخدم فيها مواد مشعة.

وقد كشفت دراسة أعدها أساتذة الكيمياء التحليلية بكلية العلوم بجامعة المنصورة أن أكثر من 35 ألفاً مصابون بالفشل الكلوى فى مصر بسبب تلوث المياه، وأوصى الفريق العلمى الذى أشرف على هذه الدراسة فى نهايتها باستعمال مواد بديلة لتعقيم مياه الشرب كالأشعة البنفسجية أو الأوزون، بدلا من الكلور الذى يتفاعل بدوره مع الأمونيا، ويؤكسده نتيجة استخدامه بشكل عشوائى فى مرافق مياه الشرب.

وكشف مركز الأرض فى تقرير أعده عن مشكلات المياه فى الريف أن أعدادا كبيرة من الفلاحين يعانون من الفشل الكلوى بسبب تلوث المياه، حيث تؤثر السميات مثل المبيدات والفلزات الثقيلة فى مياه الشرب والمنتجات الغذائية على صحة الإنسان والحيوانات والطيور والأسماك.



أكثر...