اضطراب تبدد الشخصية يعرف أيضًا باسم اضطراب اختلال الآنية أو اختلال الهوية، ويراد به حدوث نوبات متكررة ومستمرة من الشعور أما بتبدد الشخصية أو اختلال إدراك البيئة المحيطة أو كليهما، وتبدد الشخصية فتعنى بذلك خبرات غير واقعية منفصلة عن الحقيقة فى إدراك الشخص لذاته وأنه منفصل عن أفكاره ومشاعره وأحاسيسه وجسده أو أفعاله، كما يعانى من عدم الإحساس بالزمن، والخدر الجسدى والحسى، وعادة ما يكرر الشخص المصاب بهذا الاضطراب عبارات مثل أعلم أن لدى مشاعر ولكنى لا أشعر بها أو ليس لدى ذات أو أفكارى لا تشبه ذاتى.

يقول الأستاذ الدكتور مدحت عبد الحميد أستاذ علم النفس الإكلينيكى ورئيس قسم علم النفس بكلية الآداب – جامعة الإسكندرية، إن اختلال إدراك البيئة فيقصد به حدوث نوبات أو خبرات غير واقعية أيضًا ولكن حول الأشياء المحيطة بالفرد مثل: الشعور بأن الأشخاص والأشياء المحيطة به ليست واقعية أو غير حقيقية كما لو أنه فى حلم أو أنه مجرد آلة، وأثناء حدوث هذه النوبات فإن اختبار الواقع لدى الفرد لا يزال سليمًا، ويجد هذا الشخص صعوبة فى وصف الأعراض التى يعانى منها وربما يعتقد أنه قد فقد عقله.

وقد تكون نوبات اضطراب اختلال الآنية واختلال إدراك البيئة وجيزة، فتحدث فيما بين ساعات إلى أيام وقد تكون مطولة ومستمرة، تحدث لعدة أسابيع أو لشهور وربما لسنوات، ويبلغ متوسط العمر الذى يبدأ فيه الاضطراب 16 عامًا رُغم أنه قد يظهر فى بداية أو منتصف مرحلة الطفولة، وقد وجد أن أقل من 20 % من الأشخاص يعانون من ذاك الاضطراب بعد سن 20 عامًا، وحوالى 5 % بعد سن 25 عامًا. وحدوث الاضطراب فى العقد الرابع من العمر يعد أمرًا غير معتادًا.

وتابع أبو زيد أنه يوجد علاقة واضحة بين حدوث ذاك الاضطراب والتعرض لصدمات بين شخصية فى مرحلة الطفولة، وكذلك التعرض للإساءة الجسدية والإهمال والعنف المنزلى ووفاة أو انتحار شخص فى العائلة أو أحد الأصدقاء، وغالبًا ما يتزامن حدوث هذا الاضطراب مع اضطراب الشخصية الحدية، والتجنبية، والوسواسية.

ويعد العلاج المعرفى السلوكى والعلاج التدعيمى من أفضل العلاجات التى أثبتت فعاليتها مع هذا الاضطراب.



أكثر...