اجتمع دبلوماسيون كبار من الدول الست الكبرى فى بروكسل اليوم الأربعاء للاتفاق على إستراتيجية للتفاوض مع إيران مع دخول المحادثات الخاصة ببرنامجها النووى مرحلة حاسمة قبل الموعد النهائى المحدد للتوصل إلى اتفاق فى 20 يوليو .

وتعتزم الدول الست (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا) وإيران البدء فى منتصف مايو فى وضع مسودة تتضمن العناصر الأساسية لتسوية شاملة للنزاع النووى على أمل وضع حد لتوتر مستمر منذ عشر سنوات زاد مخاطر نشوب حرب فى الشرق الأوسط.

وأشار دبلوماسيون إلى أن بعض التقدم ربما يكون قد تحقق خلال ثلاث جولات من المحادثات منذ فبراير فى واحدة من أكثر القضايا صعوبة وهى المتعلقة بمستقبل مفاعل أراك الإيرانى الذى يعمل بالماء الثقيل. وتخشى دول غربية أن يكون المفاعل فور تشغيله مصدرا للبلوتونيوم المستخدم فى إنتاج قنابل نووية.

لكن المحادثات لم تحرز تقدما حتى الآن فى القضايا الرئيسية الأخرى مع تركيز الجانبين على عرض مواقفهم بشكل عام بدلا من التفاوض على حلول وحذر دبلوماسيون غربيون من أن الفجوات بين الجانبين مازالت واسعة وربما يصعب تجاوزها.

ويتعين على الدول الست الكبرى الآن أن تقرر ماذا تريد أن تحققه على وجه التحديد فى الشهور الثلاثة القادمة لتبديد بواعث قلقها من أن البرنامج النووى الإيرانى يخفى أغراضا عسكرية.

وبوجه عام فإن هذه الدول تريد التأكد من أن البرنامج جرى تحجيمه بشكل كاف يضمن أن تستغرق إيران وقت طويلا لتجميع مكونات قنبلة نووية إذا اختارت القيام بذلك.

وتنفى الجمهورية الإسلامية أن يكون لديها مثل هذه النوايا ويتمثل الهدف الأسمى لإيران من المحادثات فى إنهاء العقوبات الاقتصادية الصارمة التى تخنق اقتصادها الذى يعتمد على النفط.

ويتعين على المفاوضين أن يقرروا أيضا إلى أى مدى يريدون من إيران أن تحد من قدرتها على تخصيب اليورانيوم وما مصير منشآتها النووية التى تعتقد القوى الغربية أنها ليس لها قيمة مدنية أو أن قيمتها المدنية ضعيفة إضافة إلى مستقبل الأبحاث النووية فى إيران.

كما أنهم فى حاجة لاتخاذ قرار محورى بشأن عدد أجهزة الطرد المركزى التى يقبلون بقاءها فى إيران وهى الأجهزة التى يمكن أن تخصب اليورانيوم الى الدرجة المستخدمة فى صنع القنابل وتمتلك طهران نحو عشرة آلاف جهاز طرد مركزى يعمل لكن من المرجح أن يطلب الغرب خفض العدد إلى بضعة آلاف.

وقال أحد المفاوضين "هذه هى المسألة الأهم التى يتعين أن تتقرر مساء التاسع عشر من يوليو " معترفا بأن دفع إيران للموافقة على خفض عدد أجهزة الطرد المركزى سيكون تحديا حاسما.

ومن المقرر أن يجتمع الجانبان فى فيينا فى 13 مايو ثم فى أواخر يونيو قبل الدخول فى جولة ربما تكون ماراثونية قبل مهلة يوليو حيث تنتهى مدة الاتفاق المؤقت الذى أبرم فى أواخر نوفمبر الماضى.

ولم يفصح المسؤولون عن أى تفاصيل بشأن قرارات - إن كانت هناك قرارات - قد اتخذت فى اجتماع بروكسل لكبار دبلوماسيى الدول الست الكبرى اليوم الأربعاء. لكن متحدثة باسم مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى كاثرين آشتون قالت إن المحادثات كانت "مفيدة".



أكثر...