تاريخ طويل من النضال كتب سطوره عمال مصر البواسل، الذين شكلوا شرارة كل الثورات قديما وحديثا، وقدموا للوطن الكثير فكانوا اليد التى تبنى وتعلى وقت السلم، واليد التى تحمى وقت الحرب والاستعمار..

ثورتان فى تاريخ مصر الحديث كان العمال هم شرارتهما الأولى، فانتفاضة المحلة فى إبريل 2008 التى قام بها عمال شركة عزل المحلة مهدت الطريق لثورة 25 يناير وفتحت الباب لفكرة التغيير والثورة على النظام القمعى الذى جثم على صدر البلاد أكثر من 30 عاما.

كما كان للعمال دور كبير خلال أيام الثورة وشاركوا فيها بقوة بمظاهرات انطلقت من المصانع والهيئات المختلفة فى مختلف المحافظات كالسويس والإسكندرية والمحلة والقاهرة والجيزة شارك فيها كافة القطاعات العمالية فى قطاع البريد والاتصالات والنظافة والسكة الحديد علاوة على عمال المصانع.

فى الموجة الثورية الثانية فى 30 يونيو شاركت النقابات العمالية المختلفة فى المظاهرات ومن قبلها فى التوقيع على استمارة "تمرد" المطالبة بإسقاط النظام الإخوانى، والقيام بعشرات الإضرابات والاعتصامات للضغط على النظام من أجل الرحيل والتهديد بعصيان مدنى كان سيحدث عاجلا أم أجلا إذا تأخرت ثورة 30 يونيو.

شارك العمال فى العديد من الانتفاضات أشهرها انتفاضة الخبز عام 1977، والتى سبقها سلسلة من الإضرابات من بداية السبعينات بدأها عمال الحديد والصلب فى حلوان فى عام 1971 ثم عمال حرير حلوان عام 1976 ثم عمال المحلة أعوام 1974، 1975، 1976 وفى الأعوام التالية أضرب عمال إسكو وعمال النقل وعمال الحديد والصلب إلى أن تبلورت الاحتجاجات وبلغت ذروتها فى 18 و19 يناير 1977 للاحتجاج على ارتفاع الأسعار والتى يصفها الفاجومى فى قصيدته "كل ما تهل البشاير": "يومها قامت مصر قومة بعد ما ظنوها نومة تلعن الجوع والمذلة والمظالم والحكومة".



أكثر...