ظهرت فى الآونة الأخيرة الكثير من الجرائم الجنسية، والتى وصلت إلى حد الاغتصاب ما بين الأطفال وبعضهم البعض، ولقد كانت مثل تلك الجرائم ترتكب فى الماضى من الأشخاص الكبار والراشدين ضد الأطفال، سواء من نفس الجنس أوالجنس المخالف.

يقول الدكتور جمال شفيق أحمد أستاذ العلاج النفسى بجامعة عين شمس، إن ظاهرة الاغتصاب تظهر وتتفشى هذه الانحرافات والجرائم الشاذة لدى الأطفال بالذات، فهذا ما يبدو غريباً وغير معتاد أو متوقع فى مجتمعاتنا الشرقية العربية المتدينة، وبنظرة علمية متخصصة لمثل هذه الجرائم الجنسية الشاذة، يتضح أن هناك العديد من الأسباب والعوامل التى تؤدى بالأطفال وتدفع بهم لارتكاب هذه السلوكيات والأفعال التى يفترض أنها تحدث أساساً من الراشدين المضطربين والمنحرفين والشاذين، ومن هذه العوامل ما يلى:

- انخفاض مستوى المعيشة وانعدام الوعى لدى الوالدين وضيق المسكن، حيث قد يمارس الأبوين العملية الجنسية فى نفس الحجرة أو المكان الذى ينام فيه الأطفال.

- كذلك مشاهدة الأطفال للأفلام والمسلسلات والتى يركز معظمها على المشاهد الجنسية المثيرة التى تدخل بتفصيلاتها الإباحية بالأطفال إلى ما يحدث فى حجرات النوم بين الأزواج.

- أيضاً تعامل الأطفال مع أجهزة الكمبيوتر دون رقابة أو توجيه أو إرشاد أسرى، وبالتالى دخول الأطفال إلى المواقع الإباحية على النت، سواء عن قصد أو عن غير قصد وتعرض الأطفال لخبرات جنسية طبيعية بين الراشدين أو شاذة بين المنحرفين والشواذ، تفوق مدركاتهم وتصوراتهم ووعيهم ومستوى نضجهم.

- كذلك تعرض بعض الأفلام السينمائية لما يطلق عليه (السينما الواقعية) يعرض ممارسات وأفعال الشواذ، مما يطبع فى أفكار ومشاعر الأطفال بأن هذا هو الجنس الطبيعى الحقيقي.

- يضاف إلى ذلك كله تبادل الأطفال لبعض المقاطع الجنسية أيا كان نوعها بالموبايلات.

ولما كان الأطفال بطبيعة خصائصهم النفسية فى هذه المرحلة يميلون باستمرار إلى حب الاستطلاع والاستكشاف والتقليد، فينخرطون دون وعى منهم أو فهم أو إدراك فى دائرة عالم الجريمة والانحراف والاضطراب والشذوذ.



أكثر...