قال الدكتور جميل صبحى، استشارى الأمراض النفسية والعصبية، هناك بعض الأشخاص يعتقدون أن من حقهم أن يكون لهم حرية كاملة فى أفكارهم وسلوكهم، طالما ﻻ يضرون أو يسببون أذى للآخرين من وجهة نظرهم، ولكن للأسف الشديد، فهم يفهمون الحرية فهما خاطئا، مما يصيب الآخرين بضرر نفسى شديد، وقد يدرك الشخص ذلك أو ﻻ يدرك، موضحا "وإذا قال له الآخرون مدى معاناتهم بسببه، ينكر أنه السبب فى هذا، ويتهمهم بأنهم يرغبون فى وضع قيود لحريته، وأنهم هم السبب فى معاناته"، مضيفا أنه دائما يشعر أنه على صواب، والآخرون هم المخطئون، وﻻ يستطيع أن يرى أخطاءه، فهو ﻻ يستطيع أن يرى نفسه كما يراه الآخرون.

وتابع "جميل" أن هناك من ينادى بحرية التعبير عن أفكاره من خلال الفن بدون أن يوضح أى حلول، وﻻ يضع فى اعتباره طبيعة المجتمع وعاداته ومعتقداته.

وأوضح أن الأكثر من هذا التأثر الشديد لبعض الفئات من المجتمع بالفكر المنحرف الذى قد يظهر خصوصا فى الأفلام والمسلسلات، حتى لو كان هذا يحدث بالفعل فى الواقع بنسبة بسيطة، لأن دور الإعلام هو تعديل الأفكار الخاطئة من ناحية العنف والميول الجنسية الخاطئة والألفاظ الخارجة.

كما أن هناك البعض الآخر يعتبر أن الحرية فى التعبير عن رأيه تكون من خلال العنف، وهو هنا يحاول فرض رأيه ووجهة نظره على الأغلبية بالقوة، لافتاً إلى أن كل هذه الأساليب السابقة تدل على التطرف والمبالغة التى تؤدى بالضرر بالآخرين، وأعتقد أنها ﻻ تدل على الحرية، ولكنها تدل على التسلط وسوء الفهم، أو مجرد التمرد على المجتمع.

وأكد أن الحرية الحقيقية هى التزام ومسئولية مع القدرة على التكيف مع ظروف المجتمع، ومحاولة تغيير الأخطاء والعيوب بالهدوء والحكمة،
وﻻبد من اﻻستماع لوجهة نظر الآخرين، وفى العلاقات الشخصية يجب أن تتمتع بالمرونة ومراعاة ضعف ومشاعر الآخرين وقبولهم بمميزاتهم وعيوبهم من وجهة نظرك الشخصية، فأنت لست دائما على حق والآخرين هم المخطئين.



أكثر...