انتقدت صحف خليجية تصريح يحيى رحيم صفوى، القائد السابق للحرس الثورى الإيرانى، المستشار العسكرى للمرشد الإيرانى الأعلى، على خامنئى، بأن حدود بلاده الحقيقية ليست كما هى عليها الآن، بل تنتهى عند شواطئ البحر الأبيض المتوسط عبر الجنوب اللبناني.

واعتبرت تلك الصحف أن هذا التصريح يظهر "أطماع" إيران ونزعتها "الفارسية" وتطلعها إلى استعادة "أمجاد قديمة لإمبراطورية قديمة كان مآلها الزوال".

ونقلت وسائل إعلام إيرانية تصريح صفوى بينما كان يتحدث، مساء الخميس الماضى، فى أصفهان، بمناسبة الذكرى السنوية لاسترجاع إيران منطقة شلمجة ومدينة خرمشهر من سيطرة الجيش العراقى عام 1983.

وأكد صفوى دعم بلاده لرئيس النظام السورى، بشار الأسد، ودافع عن السياسة التى تتبعها طهران تجاه الأزمة السورية بقوله: "حدودنا الغربية لا تقف عند شلمجة - على الحدود العراقية غربى الأهواز- بل تصل إلى جنوب لبنان، وهذه المرة الثالثة التى يبلغ نفوذنا سواحل البحر الأبيض المتوسط"، فى إشارة إلى حدود الامبراطوريتين الأخمينية والساسانية الفارسيتين قبل الإسلام.

وفى مقال نشرته اليوم الإثنين كل من "الجريدة" الكويتية ،تحت عنوان "من أفواههم"، و"الرأي" الأردنية، تحت عنوان "اعترافات صفوي!"، عقب وزير الإعلام الأردنى السابق، صالح القلاب، على تصريحات المسئول الإيراني.

وقال القلاب فى مقاله: "لم يصدق أصحاب الأهواء المذهبية ومن يدور بدوائرهم ما بقى يقال عن أنَّ المشكلة مع إيران، الخمينية وقبل ذلك الشاهنشاية، ليست فى تشيعها والمغالاة فى هذا التشيع وإنما فى نزعتها الفارسية وتطلعها لإستعادة «أمجاد» قديمة لإمبراطورية قديمة كان مآلها الزوال مثلها مثل كل الإمبراطوريات التى زالت من الإمبراطورية الإغريقية إلى الإمبراطورية الرومانية."

ومضى قائلا إن "استقبال أهل السنة ،على مستوى الشعوب وبعض حركاتهم وتنظيماتهم وأحزابهم، للثورة الإيرانية فى فبراير عام 1979 كان بمستوى استقبال «الشيعة» للإعتقاد بأنها ستقيم دولة بعيدة عن التعصب القومى والنزعات الإمبراطورية الفارسية تكون لكل مكوناتها القومية والمذهبية".

واعتبر أنه قد "خاب أمل معظم الذين أيدوا هذه الثورة من غير أبناء الطائفة الشيعية الكريمة عندما بدأ الخمينى يتحرش بالدول الخليجية العربية وعندما لجأ إلى إقامة تحالفات فى المنطقة بأبعاد مذهبية وعندما أظهر إصراراً أكثر من إصرار شاه إيران على أن الجزر العربية الثلاث طُمْب الكبرى وطمب الصغرى وأبو موسى هى جزر إيرانية، وأن الخليج نفسه هو خليج فارسى، وأنَّ دين الدولة التى أقامها هو :الإسلام على المذهب الجعفرى الإثنى عشري".

ولفت القلاب إلى ان "كثيرين بدأوا يحذرون، حتى بما فى ذلك بعض «المراجع» من كبار رجال الدين الشيعة من ذوى الميول والإلتزامات القومية العربية، من أنَّ تصرفات هذه الدولة تجاه هذه المنطقة وتحالفاتها مع بعض مكوناتها المذهبية تدل على أنها تسعى لإحياء إمبراطورية الفرس القديمة وأنها تعادى معركة «القادسية» وترفضها وأنها تتطلع إلى توسع فى الشرق الأوسط كله على حساب الدول العربية بأفق فارسى لا علاقة له لا بالإسلام ولا حتى بالطائفة الشيعية الكريمة".

ورأى أن هذه "النزعة الفارسية التوسعية والتعصبية"، ظهرت عندما "أعلن القائد السابق للحرس الثورى الإيرانى والمستشار العسكرى الحالى للمرشد الأعلى على خامنئى الجنرال يحيى رحيم صفوى يوم الخميس الماضى أن حدود بلاده الحقيقية ليست كما هى عليه الآن بل هى تنتهى عن شواطئ البحر المتوسط عبر الجنوب اللبناني".

بدوره، اتفق الكاتب السعودى مشارى الذايدى، فى مقال نشرته جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية، أمس، تحت عنوان "عصر الفتنة الكبرى.. من جديد" مع القلاب، فى أن صفوى الذى فاخر فى تصريحات بـ" غزو الإمبراطوريات الفارسية قبل الإسلام للشام!"، تنذر بأننا "أمام استئناف مدمر لحروب فجر التاريخ الإسلامي".

وربط الذايدى فى مقاله بين تصريحات كل من زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى قبل يومين وتصريحات صفوي.

وقال إن الظواهرى ناشد كل "طوائفِ وتجمعاتِ المجاهدين فى شامِ الرباطِ بأن يتوقفوا فورا عن أى قتالٍ فيه عدوانٌ على أنفس وحرماتِ إخوانِهم المجاهدين وسائرِ المسلمين، وأن يتفرغوا لقتالِ أعداءِ الإسلامِ من البعثيين والنصيريين وحلفائِهم من الروافضِ».

وناشد الظواهرى زعيم "داعش" (تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام)، بالقول: "الشيخ المكرم أبى بكرٍ الحسينى البغداديِ؛ اقتدِ بجدِّك الحسنِ السبطِ رضى اللهُ عنه، الذى تنازل عن الخلافةِ، وحقن دماءَ المسلمين".

وتابع الذايدي: "ضع كلام الظواهرى بجوار كلام يحيى رحيم صفوى، القائد السابق للحرس الثورى الإيرانى والمستشار العسكرى الحالى للمرشد الإيرانى الأعلى، حول أن حدود بلاده الحقيقية ليست كما هى عليه الآن، بل تنتهى عند شواطئ البحر الأبيض المتوسط عبر الجنوب اللبناني.. هذه المرة الثالثة التى يبلغ نفوذنا فيها سواحل البحر الأبيض المتوسط»، مستذكرا بفخر غزو الإمبراطوريات الفارسية قبل الإسلام للشام!".

وأردف قائلا :"ستخرج بخلاصة خطيرة، وهى أننا أمام استئناف مدمر لحروب فجر التاريخ الإسلامى.والكل مستعد فيها لاستنفار كل الجنون والفنون والنفس والنفيس. وبدأت الفتنة الكبرى.. الثانية".

هى الأخرى، اعتبرت جريدة "السياسة" الكويتية فى تغطيتها لتصريحات مستشار خامنئى، أنها "مؤشر على الأطماع التوسعية التى تطغى على العقلية الإيرانية".

فيما اعتبر موقع "24" الإلكترونى الإماراتى أن تصريحات صفوى تظهر أن "المستشارين والقيادات العسكرية، الذين يتم تعيينهم من قبل مرشد إيران آية الله خامنئى، لا يزالون مستمرين فى ترسيم السياسات الإقليمية، فى الوقت الذى يبدو فيه عجز حكومة الرئيس الإيرانى حسن روحانى عن القيام بدور لترسيم أو إجراء تعديلات فى سياسات إيران الإقليمية واضحاً".



أكثر...