من النادر ميلاد شخص متحضر ومتوازن نفسيا فى بيئة تفتقر لأبسط معانى التحضر واحترام الذات والتوازن النفسى، فالإنسان مهما كانت قوته الذاتية وقدراته على التغيير الذاتى والمجتمعى الفعلى، فعلى أرض الواقع يحتاج إلى عوامل مساعدة، لأنه بطبيعته النفسية ضعيف وهش.

من جانبه أكد الدكتور محمد سليم، أخصائى النفسية، أن الدعوات المستمرة التى تحث على أن يغير الإنسان من ذاته وأن يصبح أكثر تصالحا وتوازنا نفسيا، وأن يساعد نفسه لكى يكون متحضرا قويما دعوات جيدة، ولكنها تعمل على المستوى الفردى، وهو أمر بالغ الخطأ، فمثل هذه الدعوات لا تؤتى ثمارها إلا إذا عمدت على استهداف مجتمعات حقيقية وتكوينات وبضعة أشخاص، فالإنسان بطبيعته النفسية يحتاج إلى المساندة والتذكر بالأفعال القويمة طوال الوقت، ومن الطبيعى أن تقل همته وسط مناخ لا يساعده على ذلك.

أما الشخص القادر على الحفاظ على طقوسه وتعاليمه، بالرغم من الصعوبات، هو نادر وقوى الشخصية لدرجة كبيرة، ولكن على المستوى العام الرغبة فى الحصول على إنسان متوازن نفسيا ومتحضر ومحترم لذاته وللآخرين هو أمر من المهم أن يحدث على نطاق جمعى، حتى ينتج لنا هذا النطاق مجموعة من الأشخاص يتسمون بهذا الأسلوب المتوازن، وساعدوا آخرين على أن يكونوا كذلك وأفضل.



أكثر...