أعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "FAO" اليوم أن عشرات الآلاف من مزارعى الفلبين بدأوا يجنون أول حصادهم من الأرز، عقب ستة أشهر فقط على أحد أسوأ الأعاصير الذى خلّف حقولهم فى حالة يرثى لها ودمر سبل معيشتهم.

وإذ ضرب إعصار "هايان" مناطق وسط الفلبين فى 8 نوفمبر الماضى، لقى أكثر من 6000 شخص حتفهم، وحاق الدمار بنحو 600000 هكتار من الأراضى الزراعية، كما وجد الملايين أنفسهم بلا مصدر دخل وفى وضع من الأمن الغذائى المزعزع.

وقالت الفاو، فى بيان لها، إنه بفضل الاستجابة الفورية من جانب المجتمع الدولى، والحكومة الفلبينية، ومنظمة "فاو" أمكن مساعدة عشرات الآلاف من مزارعى الأرز بسرعة على تحسين أوضاعهم واستعادة زراعة حقولهم المدمرة بفعل الكارثة، وتحقيق نموذج من التعاون الوثيق مع الحكومة الوطنية على جميع المستويات.

كما قدمت منظمة "فاو" 13000 من الأدوات الزراعية، وأكثر من 4500 طن من الأسمدة إلى 80000 من الأسر المتضررة. واليوم يجنى مزارعو الأرز الفلبينيون ثمار تدخل المنظمة الحينى، والذى جاء بالنسبة لهم بمثابة الخطوة الأولى والحاسمة على طريق الانتعاش.

وبالإضافة إلى الأضرار الواسعة النطاق التى تكبدتها زراعة الأرز، تضرر نحو 33 مليون من أشجار جوز الهند أو دمرت من جراء الإعصار الكاسح، مما أثر على معيشة أكثر من مليون من مزارعى هذه الثمرة الرئيسية فى الفلبين، ونظراً إلى أن أشجار جوز الهند تستغرق من ست إلى ثمانى سنوات قبل أن تعاود الإنتاج مجدداً، فإن صغار مزارعى جوز الهند بحاجة إلى دعم مؤقت لتدبير مصادر دخل بديلة، لا سيما أن معظمهم اعتمدوا كلياً على أشجار جوز الهند كمورد لمعيشتهم.

وبعد التشاور مع المجتمعات المحلية، وبالتعاون الوثيق مع وزارتى الزراعة والإصلاح الزراعى، وهيئة جوز الهند الفلبينية، ومكتب الصناعات الحيوانية، والمؤسسات الحكومية الأخرى ذات الصلة تعزم منظمة "فاو" مساعدة 30000 من صغار مزارعى جوز الهند، من خلال توفير بذور الخضروات والأدوات الزراعية، ومعدات ما بعد الحصاد، وتربية الماشية مثل جاموس الماء والماعز والخنازير والدواجن.

وبالنظر إلى أن الإعصار أحاق أيضاً أضراراً بالغة بغطاء المانغروف الذى يشكل نظاماً أيكولوجياً ساحلياً فائق الأهمية للأمن الغذائى المحلى، تخطط "فاو" بالتعاون مع مكتب إدارة الغابات لدى إدارة البيئة والموارد الطبيعية، بغية دعم إعادة تأهيل نظم الزراعة المختلطة بالغابات وأشجار المانغروف وغاباتها، ومساعدة ما يقرب من 5000 من المزارعين الأشد ضعفاً وإمدادهم بالمدخلات الزراعية والثروة الحيوانية.

وإلى جانب أشكال الدمار الأخرى، حاقت العاصفة خراباً بأصول عدد كبير من الصيادين، بدءاً من قوارب الصيد والمعدات إلى أحواض تربية الأحياء المائية والمرافق الساحلية، وتضرر ما يقدر بنحو 30000 من القوارب، دُمر منها 10000 أو فُقد تماماً.

وفى تصميم وتنفيذ مشروعات الإنعاش، حرصت منظمة "فاو" على ضمان ألا تتجاوز قدرات الصيد المنتظر استعادتها، مثيلتها خلال مرحلة ما قبل الإعصار، وأن يتلقى الصيادون معدات صيد انتقائية وغير ضارة بالبيئة؛ بالإضافة إلى دعم المدخلات والتوجيه الفنى للممارسات المسئولة، والمنتظر أن يستفيد نحو 17000 أسرة صغيرة تعتمد على الصيد من هذه الأنشطة.

وفيما وراء الإنعاش المباشر تتطلع المنظمة إلى تعزيز مرونة الاستجابة وقدرات الصيد لدى المجتمعات المحلية، على مواجهة الكوارث الطبيعية مستقبلاً.

وإلى الآن، قام على دعم أنشطة منظمة "فاو" لإعادة التأهيل من جراء إعصار "هايان" كل من صندوق الأمم المتحدة المركزى للطوارئ (CERF)، وقسم المساعدات الإنسانية وإدارة الحماية المدنية لدى المفوضية الأوروبية (ECHO)، وحكومات بلجيكا، وكندا، وفنلندا، وايرلندا، وإيطاليا، واليابان، ونيوزيلندا، والنرويج، وسويسرا، والمملكة المتحدة.



أكثر...