لو جرت الحياة كما تمنى "عم جمال محمد راشد" لأصبح ملك صناعة السجاد اليدوى فى مصر والشرق الأوسط، فقد عشقها منذ صغره وتعلمها حتى تشكلت أصابعه بخيوط السجاد الصوفى، لتعلن عن ميلاد أحد فنانى صناعة السجاد اليدوى فى مدينة الإسكندرية.

40 عاما هو عمر إنتاج عم جمال للسجاد، بعد أن أخذ ما يزيد عن 15 عاما فى تعلمها وإتقانها على يد صانعى السجاد القدامى.

يحكى عم جمال عن السجاد اليدوى ويقول: "ولا مليون بيت شعر يوصف جمال الفتلة وهى بتلف على أختها علشان نطلع بيها أجمل ما يمكن أن تراه العين من مناظر ساحرة، كان قديما تشاهد السيدات المناظر الخلابة والطبيعية وتصورها وتحضر لنا الصور لنطبقها على السجاد، وبعد الانتهاء من عملها، لا تستطيع أن تفرق بين الصورة والسجادة، لأننا نحرص على دقة العمل".

ويستكمل: "وبعد أن كانت مصر تحصد المركز الثانى بعد إيران فى صناعة السجاد اليدوى، تراجع مركزها بدرجة كبيرة، وترك أصحاب المهنة أعمالهم، واتجهوا إلى أعمال أخرى يستطيعون أن يحصدوا منها الأموال التى يعيشون منها، وكان يصعب على رجل عجوز مثلى أن يترك المهنة التى أحبها، والتى تعلمتها بروحى قبل يدى، وهذا ما جعلنى استمر فى العمل بمفردى حتى توصلت لى "مؤسسة مصر الخير"، وقدموا لى عرضا أن أعلم غيرى من الأطفال والفتيات والأمهات حتى لا تندثر المهنة للأبد وينتهى اسم مصر من على جميع السجاد اليدوى".

ويكمل "وكانت الفكرة قريبة إلى هدفى من الاستمرار فى مهنتى، مما شجعنى على العمل معهم فى مشروعهم وأقوم حاليا بتدريس المهنة للأطفال والأمهات فى قرية (أبيس)، ولن أتركهم حتى يتقنوا العمل مثلى وأعطيهم كل خبراتى التى اكتسبتها عبر السنين الماضية".

ويشير عم جمال قائلا: "السجاد اليدوى مهنة ليست بقليلة يقدرها الغرب كثيرا، ويرغبون فى تعلمها، لأنهم اكتشفوا أن المصانع والتكنولوجيا لا تقدم مثل اليد التى أتقنعت العمل الحرفى، فكل ما أتمناه هو عمل محاضرات لتدريسها على مستوى جميع المحافظات لمن يرغب فى اكتساب مهارة تساعده على العيش، وبهذا نكون قد قضينا على البطالة من ناحية ومن ناحية أخرى تقدمنا على مستوى العالم فى صناعة غالية الثمن".



أكثر...