بأيادٍ مرتعشة وقلب يملأه الرعب تقبع يوميا على جانب الطريق فى منطقة الزاوية الحمراء، منكبة على معداتها الصغيرة تحاول إصلاح ما أفسده الزمن فى أنابيب الغاز، لتجنى جنيهات قليلة تساعدها على مقاومة عناء هذه الحياة بكل ما فيها، لا تعرف شيئا غير تلك المهنة التى رغم كونها مرعبة إلا أنها الشىء الوحيد الذى وفر لها أمان العيش.

"أمل حلمى".. هذه السيدة التى لم تتجاوز الخامسة والثلاثين من عمرها أم لثلاثة أبناء فى مراحل التعليم المختلفة، قررت أن تكون لهم كل شىء بعد أن مات زوجها وكتب عليها أن تكمل المشوار وحيدة، تحكى أمل عن حكايتها قائلة والابتسامة مرسومة على وجهها: "أنا عندى 3 أولاد لسة بيتعلموا لازم أعرف أوفر ليهم الأكل الكويس وكمان فلوس عشان يتعلموا وأنا معنديش مهنة أعلم بيها ولادى أو تساعدنى أنى أعيش أصلا فقلت لازم أتعلم صنعة فعرفت واحد هنا بيصلح أنابيب واتعلمت منه لحد ما بقيت "أسطى أمل"، ومشهورة فى كل المنطقة والناس بتخلينى أصلح ليهم الأنابيب وأملاها غاز".

تضيف أمل "أنا بخاف قوى وأنا بفضى الهوا من الأنبوبة عشان أملاها غاز بس هعمل أيه عشان خاطر ولادى أعمل أى حاجة وديه شغلانة حلال مش فيها حاجة عيب، هى خطر شوية بس كل عشان عين ولادى، نفسى يكون حالهم أفضل من حالى، أنا بصلح الأنابيب البايظة وكمان بركبها لو حد طلب ده غير أنى بملى الأنابيب الفاضية، أنا بقيت معروفة فى الزاوية والناس بتحبنى لأن شغلى نضيف ومش بضحك عليهم فى حاجة، بس نفسى يبقى عندى محل أشتغل فيه".



أكثر...