المستقلة / متابعة /- حذر عضو البرلمان الأوروبي ورئيس بعثة العلاقات مع العراق في البرلمان الأوروبي ستروان ستيفنسن مما قال إنها عمليات تزوير واسعة تشهدها نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة لصالح رئيس الوزراء نوري المالكي الذي وصفه بالـ”مستبد”. وقال المسؤول الأوروبي في تصريحات صحفية تابعتها ( المستقلة ) اليوم الجمعة ، إن “هناك قلقاً متزايداً من أنه بعد مرور تسعة أيام على الانتخابات العراقية لم يتم نشر أية نتائج مع ادعاء مصادر حكومية بأن أي إعلان لن يصدر قبل نهاية الشهر الحالي”. وأشار إلى أن “القادة السياسيين في العراق الذين اعربوا عن قلقهم من عمليات تزوير واسعة النطاق في الانتخابات، يخشون الآن مزيدًا من التلاعب وراء الكواليس في نتائج الانتخابات في محاولة لتأمين فترة ولاية ثالثة لنوري المالكي المستبد، والذي لا يحظى بأية شعبية”. وأضاف ستيفنسن في بيان اطلعت عليه “شفق نيوز” أن “هناك شكوكاً واسعة ايضًا حول مزاعم مشاركة 62% من المواطنين الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات نظرًا لواقع تصاعد العنف في البلاد، وحملة الإبادة الجماعية الجارية ضد السكان السنة في محافظة الأنبار مع هجمات شرسة بالبراميل المتفجرة على المدارس والمستشفيات في الفلوجة والرمادي وتخريب السدود، ما ادى إلى اغراق اكثر من نصف منطقة ابوغريب قرب بغداد بالمياه”. وتابع بالقول إن “العديد من القادة السياسيين يعتقدون أن رقم 62% من الناخبين الذين ادلوا بأصواتهم هو مجرد خيال وبعيد عن الواقع والحقيقة”. وأشار قائلاً “الآن، وقد قال إياد علاوي زعيم القائمة الوطنية العراقية إن مليوني ورقة اقتراع قد اختفت وفقدت، فإن الشكوك العميقة قد تزايدت من أن عمليات تزوير كبرى للانتخابات قد حدثت، وهناك اخبار بأن جميع افراد الشرطة العراقية والجيش قد صدرت لكل منهم بطاقتي اقتراع، واحدة في المعسكرات وأخرى ارسلت إلى منازلهم، الامر الذي يفاقم من المخاوف من أن الانتخابات قد زورت”. وقال المسؤول الأوروبي إن “النظام الإيراني الذي يعتبر المالكي دمية طيعة له يمارس ضغوطًا على الفصائل السياسية المختلفة لدعمه لولاية ثالثة كرئيس للوزراء”. وأضاف قائلا “بالنسبة للملالي في طهران، فإن تشكيل حكومة ديمقراطية غير طائفية كاملة في بغداد هو أمر مشؤوم فهم يمضون قدمًا في عزمهم على تأمين 4 سنوات أخرى من الهيمنة السلطوية في العراق تحت رعاية طهران، كما أن تواجد المليشيات المدعومة من ايران وانخراطها في الحملة الدموية على الفلوجة والرمادي هي علامات واضحة على هذا التدخل”. ولفت إلى أن “الاستنتاج الحاصل هو أن هذه الانتخابات وهي الأولى التي جرت في العراق منذ انسحاب القوات الأميركية نهاية عام 2011 هي فاسدة بشكل كبير بحيث أن النتائج التي ستعلن في النهاية ستكون مزورة ايضًا، وحيث أنه من الواضح أن مئات الآلاف من العراقيين قد حرموا من المشاركة في انتخابات 30 نيسان (ابريل) الماضي بسبب العنف والتهديد وبما يؤكد أن هذه الانتخابات هي الأسوأ ديمقراطية في المرحلة التي اعقبت حكم صدام حسين”. ودعا ستيفنسن الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى “التدخل والإعلان بأن هذه الانتخابات ليست حرة ولا نزيهة، كما أن عليهم عدم التخلي عن مسؤولياتهم في هذا المجال”. وأشار إلى أن “المواطنين العراقيين عانوا بما فيه الكفاية، وهم الآن بحاجة إلى انّتخابات ديمقراطية تحقق لهم تشكيل حكومة تستطيع تحقيق الديمقراطية والحرية والعدالة واحترام حقوق الانسان لأن أربع سنوات جديدة من فساد دكتاتورية المالكي لن يقبل بها العراقيون”.

أكثر...