كشفت صحيفة "إندبندنت" البريطانية اليوم أن بريطانيا بصدد وضع خطط بالتنسيق مع الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى لابطال ورقة " التهديدات " التى يلوح بها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين من حين لاخر بقطع إمدادات الغاز والنفط عن أوكرانيا ودول اوروبا.

وأوضحت الصحيفة البريطانية على موقعها الإلكترونى ، اليوم السبت ، أنه من المتوقع أن يوقع رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون وزعماء مجموعة السبع على " خطة استجابة للطوارئ" لمساعدة أوكرانيا فى فصل الشتاء القادم حال وضع روسيا قيود على إمدادات الغاز لها.

وفى الوقت نفسه ، إتفق وزراء الطاقة فى مجموعة السبع هذا الاسبوع على خطة للقضاء على اعتماد أوروبا على الغاز والنفط الروسى على المدى الطويل ومنع "أمن الطاقة" المستخدم كمساومة سياسية من قبل الكرملين.

وأوردت الصحيفة قول مصادر حكومية رفيعة ، إن الأزمة المستمرة "وضعت كامل التركيز" - خاصة فى أوروبا - بشأن التعامل مع تهديدات الطاقة ، وأن هناك لأول مرة " إجماع واضح " على إتخاذ الإجراءات اللازمة.

وجاء فى بيان صادر عن مجموعة السبع " إن تنويع مصادر الوقود الأحفورى أمر ضروري" ، "ويجب أن لا تعتمد أى دولة كليا على مورد واحد ، ولا ينبغى استخدام الطاقة كوسيلة للضغط السياسى أو تهديد الأمن ، وإن لم نتخذ الإجراءات الآن ، ستواصل روسيا بلا شك فى استخدام الطاقة كسلاح ".

ونقلت اندبندنت قول إد ديفى وزير الطاقة البريطانى إن مجموعة القوى الغربية السبع تسعى لحرمان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين من استخدام الطاقة كسلاح لزيادة مساحة التوتر فى أوكرانيا ، وأوضح ديفى أن وزراء الطاقة الأوروبيين اتفقوا فيما بينهم على اعتماد سياسة متوسطة وطويلة المدى تهدف إلى تخفيض الاعتماد على النفط والغاز القادمين من روسيا واستبدالهما بما تنتجه دول أوروبية أخرى ، وأنهم بصدد اختبار جميع الحلول المتاحة لحل تلك الأزمة.

وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا تزود حاليا نحو 30 بالمائة من الغاز المستهلك فى أوروبا وأكثر من 50 بالمائة من الغاز المستخدم من قبل أوكرانيا ، ولفتت إلى انه عندما قطعت شركة جازبروم التابعة للدولة الروسية إمدادات الغاز فى عام 2006، أعلنت كل من ألمانيا والنمسا وفرنسا والمجر وإيطاليا وبولندا انخفاض ضغط الغاز فى الأنابيب بنسبة 30 بالمائة.....وعلى الرغم من أن جزءا صغيرا من الغاز المستخدم من قبل بريطانيا يأتى من روسيا، فإن فرض أى قيود على الامدادات له تأثير كبير على أسعار الغاز.

ونوهت بأن المقترحات الموضوعة من قبل مجموعة السبع بتقديم الدعم لبناء العديد من المحطات الجديدة للغاز الطبيعى المسال فى مختلف أنحاء أوروبا ، ستتزامن مع رفع الولايات المتاحدة القيود المفروضة على تصدير الغاز الصخرى.

ولفتت إلى أنه من المتوقع أيضا أن تستعد اليابان لإعادة تشغيل بعض المصانع النووية التى أوقفتها فى أعقاب كارثة فوكوشيما لخفض اعتمادها على الغاز كمصدر للطاقة ، حيث تعد اليابان الآن واحدة من أكبر مستوردى الغاز الطبيعى المسال ، الأمر الذى أدى إلى ارتفاع أسعار الغاز إلى مستويات قياسية.



أكثر...