ثلاث ساعات فقط فصلت بين إعلان جامعة الدول العربية عن عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب غداً الاثنين، فى عاصمة السعودية الرياض وبين إعلان إلغائه بشكل مفاجئ، فى حين لم تعلن الأمانة العامة عن سبب واضح للاجتماع الذى وصفه نائب الأمين العام السفير أحمد بن حلى بـ"الهام" لمواجهة تطورات الأزمة السورية وخاصة تحديد الموقف العربى من الانتخابات الرئاسية التى يعتزم الرئيس بشار الأسد إجرائها فى يونيو المقبل.


وقال مصدر دبلوماسى إن الاجتماع كان بناء على طلب من السعودية، حيث تقدمت بمذكرة للأمانة العامة وقامت الجامعة بإبلاغ مندوبيات الدول العربية صباح يوم الخميس الماضى، إلا أنها عادت لإرسال مذكرة أخرى فى صباح الجمعة لإعلامهم بإلغاء الاجتماع الذى كان مقررا يوم الاثنين بالرياض، دون تحديد موعد آخر لعقده.

وأكد المصدر لـ"اليوم السابع" أن الاجتماع سيعقد قريبا فى القاهرة، ولكن لم يتم حتى الآن تحديد موعد عقده، لافتا إلى أنه من الضرورى عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب، لبحث الأزمة السورية قبل موعد إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة، إلا أنه أشار إلى عدم وجود سبب سياسى معلن لإلغاء الاجتماع، ولا مبررات لماذا تم إلغاءه بعد الإعلان عنه بساعات.


ويأتى هذا اللغط فى ظل إعلان السعودية فى نفس اليوم عن اكتشافها لعشرة حالات جديدة مصابة بفيروس "كورونا " منها خمس فى الرياض وأربع فى جدة وواحدة فى الطائف ليرتفع بذلك عدد المصابين فى السعودية إلى ٤٦٣ مصابا، كما توفيت أمس ٥ حالات منها واحدة فى الرياض وأخرى فى مكة وجدة واثنان فى المدينة المنورة ليصل بذلك عدد الوفيات إلى ١٢٦ حالة.

عدم إعلان الأطراف عن سبب واضح لإلغاء الاجتماع الذى طلبت السعودية عقده فى الرياض جعل هناك ربط بين تدهور الأوضاع الصحية فى السعودية وانتشار فيروس "كورونا" وبين إلغاء الاجتماع المقرر بالرياض ووجود نية لعقده قريبا بالقاهرة، خاصة أن منظمة الصحة العالمية أعلنت عن عقدها اجتماع طارئ يوم الثلاثاء المقبل حول فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.

وقال المتحدث باسم المنظمة إنه لا أحد يعلم ما ستكون عليه القرارات التى يمكن أن تصدر عن الخبراء، وذلك فى ظل تزايد الإشاعات عن قرب التحذير من السفر للسعودية ودول أخرى انتشر بها المرض بصورة مقلقة باعتبارها منطقة "موبوءة"، حيث أثارت حاله تزايد الإصابة بالمرض القلق فى دول عدة، منها السعودية.


واتهمت منظمة الصحة العالمية السلطات الصحية السعودية بالإهمال فى التعامل مع فيروس كورونا عند بدايته، وقال الدكتور كيجى فوكودا، الأمين العام المساعد للأمن الصحى فى منظمة الصحة العالمية، إن فريق المنظمة لا يزال يراجع ويدقق فى البيانات التى حصل عليها من وزارة الصحة السعودية.


وكان وزير الصحة المكلف عادل فقيه أقال فى وقت سابق مدير مستشفى الملك فهد فى جدة الذى شكل بؤرة لفيروس كورونا فى المدينة الساحلية، ما أسفر عن وفيات عدة فى صفوف الأطباء والممرضات، وأطلقت حملة توعية تتضمن سلسلة تدابير وقائية لاحتواء تفشى الفيروس، وطلبت الوزارة تعاون خمس شركات لإنتاج الأدوية لإيجاد لقاح ضد الفيروس.

وزاد معدل الإصابة فى السعودية خلال الأسابيع الأخيرة بعد انتشار للمرض على نطاق كبير ارتبط بمستشفيين فى جدة والرياض، وزاد إجمالى عدد حالات الإصابة إلى المثلين تقريبا فى أبريل الماضى وزاد بنسبة 25% فى مايو الجارى.



أكثر...