بعد أن مر عليها فصلان من الشتاء الطويل والبارد فى الشارع كانت تنام خلالهما على المقاعد الخشبية فى المتنزهات وفى الخيام، تعيش الآن بيتى إيبارا فى منزل صغير بنته من أخشاب أعيد تدويرها.

ومنزلها مساحته 99 قدما مربعا، جزء من نحو ستة مشاريع مشابهة نفذت فى أنحاء الولايات المتحدة بما فى ذلك فى نيويورك وتكساس لإيواء المشردين. وشيدت المنزل مجموعة (احتلال ماديسون) التطوعية وزينت النوافذ بصناديق لزراعة الزهور.

وتقول إيبارا (49 عاما) التى تقيم فى المنزل مع صديقها كريس ديريك (55 عاما)، وهو أيضا من المشردين "يمكننا أن نرعى زهورنا وأن نعيش الآن حياة طبيعية".

ويبلغ عدد سكان ماديسون عاصمة ولاية ويسكونسن 250 ألف شخص وعادة ما تعد الولاية قوائم لأفضل الأماكن للإقامة، إلا أن عدد المشردين ارتفع بنسبة سبعة فى المائة خلال السنوات الأربع الأخيرة ليبلغ نحو 3370 مشردا.

وولدت فكرة إقامة قرية ماديسون قبل عامين عندما أنهى متظاهرو (احتلال ماديسون) مظاهراتهم احتجاجا على التفاوت الاقتصادى ومع ظهور جهود مشابهة فى أماكن أخرى فى البلاد.

وفى نيوفيلد بنيويورك يعتزم المنظمون إقامة ما بين 14 و18 منزلا صغيرا فى قطعة أرض خاصة بالتبرعات فى حين تسعى أوستن فى تكساس لبناء قرية من المنازل والملاجئ الصغيرة لمئاتى شخص على مساحة 27 فدانا.

وقد يكون مشروع ماديسون أصغر مع السعى لبناء تسعة منازل صغيرة فقط حتى الآن، إلا أن منظمى المشروع يقولون إنه مع إقامة متجر بيع بالتجزئة وحدائق فى المكان فان ذلك يعطى شعورا بالأمان.

والمنزل الذى تقيم فيه إيبارا وديريك منذ عشية عيد الميلاد هو الأول ويعتزم المتطوعون بناء منزلين آخرين. وكل منزل سيكون به حوض للاغتسال ومرحاض ونظام التدفئة به سيعتمد على غاز البروبان والألواح الشمسية. وتقول إيبارا "العيش فى منزل صغير معناه أن الحياة تغيرت.. يعنى المأوى والأمان".



أكثر...