صرح فنان الجاز العالمى يحيى خليل لـ"اليوم السابع"، أنه سيواصل جولاته الموسيقية داخل مصر بحفلين تحت رعاية صندوق التنمية الثقافية، يومى الثلاثاء 13 مايو بمركز إبداع الإسكندرية والسبت 17 مايو بالمنصورة على مسرح قصر الثقافة، فى إطار احتفالات العالم باليوم العالمى لموسيقى الجاز الذى يوافق 30 أبريل الماضى ويقدم خلالها مقطوعات جديدة.

وأضاف يحيى أن موسيقى الجاز تستحق أن نحتفل بها طوال العام، لأن الجاز أسلوب حياة يعلّى قيمة الحرية أكثر منه إيقاعات وألحان وموسيقى من خلال عنصر الارتجال والانفتاح من دون حدود على التراث الموسيقى فى العالم شرقه وغربه.

وأضاف أنه "احتفال بالقيم" التى رسختها هذه الموسيقى منذ نشأتها فى التربة الأمريكية منذ أكثر من مائة سنة: قيم التسامح والتقارب بين الشعوب والثقافات، والنضال ضد الظلم والقهر والتمييز العنصرى، ثم انتشارها فى ما بعد فى أنحاء العالم، حيث لا يوجد تقريبا مدينة فى العالم الآن إلا وفيها مهرجان لموسيقى الجاز.

وأضاف يحيى لقد تطورت موسيقى الجاز التى حملت "ذاكرة" الإنسان الأفريقى المقهور المختطف إلى العالم الجديد لتكون "صلة وصل" مع تاريخه فى القارة، وبكل ما يتضمنه ذلك التاريخ من حكايات وأصوات ولغات وحركات، وقصص.. وذلك لقدرتها على التعبير عن "إيقاع" عصرنا، و"الحساسية الموسيقية الجديدة" وقدرة الجاز على "الحوار" مع موسيقى العالم، والانفتاح من دون حدود على مصادرها، والنهل منها، حتى أصبحت أعمال الجاز والألحان التى وضعها بعض عمالقة النوع من أمثال لوى آرمسترونج أو ديزى جليسبى أو مايلز ديفيز بل ملكا للإنسانية جمعاء.. بل ولقد شكلت هذه الألحان الجازية مجتمعة، ما يمكن أن نطلق عليه بالموسيقى الكلاسيكية الأمريكية،التى نشأت فى نيو اورليانز على حافة نهر المسيسيبى، واعتمدت على موسيقى الشوارع والموسيقى الأوروبية التى حملها المهاجرون الأوروبيون الجدد إلى العالم الجديد ولذلك إذا كان الجاز هو هدية أفريقيا إلى العالم الجديد أمريكا، فهو أيضا ومن دون جدال يمثل الإضافة الحقيقية للثقافة الأمريكية إلى الثقافة العالمية فى القرن العشرين.

وتابع "لابد أن نتذكر الدور الكبير الذى لعبته هذه الموسيقى الأفريقية الجذور الأمريكية النشأة فى تشكيل ثقافة وحضارة العالم الجديد، فقد صارت صوت وسلاح الشعب الأفرو أمريكى الأسود فى نضالاته من أجل نيل حريته وحقوقه المدنية، ولقدرة هذه الموسيقى ليس فقط التعبير عن ذكريات المعاناة والأسى والألم كعبد مختطف عبر موسيقى البلوز الحزينة، بل أيضا لقدرتها على أن تكون صرخة أو طلقة مدفع لشحذ واستنهاض الهمم والثورة على الذل والقهر والظلم والعبودية.. فهى سلاح ضد التمييز وقهر الإنسان للإنسان، وأداة فعالة لتقارب وتفاهم أكبر وأعمق، بين كل ثقافات وشعوب العالم".

ولفت يحيى إلى "من هنا كان التفكير فى تكريس يوم 30 أبريل للاحتفال بموسيقى الجاز فى العالم بشتى أنواعها من جاز لاتينى وجاز شرقى وجاز كلاسيكى.. إلخ، وبكل ما تحمله من رموز وتاريخ، من ذاكرة وتأثيرات حيث أصبحت المعمل التجريبى للموسيقى فى العالم وبكل ابتكاراتها واختراعاتها المدهشة".

وقال يحيى "فى اليوم العالمى للاحتفال بموسيقى الجاز، دعونا ننحنى تحية لهذه الموسيقى التى عمقت فينا حس الانتماء إلى "إنسانية جديدة".. إنسانية أكثر عدالة ومحبة وتسامحا..تحية إلى هذه الموسيقى "الضرورة" ورشة الإبداع الموسيقى فى العالم عن جدارة، وممارسة للحرية فى أعلى صورها".

يحيى خليل يُحيى حفلين بالإسكندرية والمنصورة برعاية"التنمية الثقافية" Yahya-Khalil-poster.



أكثر...