رأت مجلة"فورين بوليسي" الأمريكية اليوم الأحد أن الشعب الأمريكى لا يأبه بإقامة السلام فى منطقة الشرق الوسط.

وتساءلت المجلة ـ فى تقرير على موقعها الإلكتروني- " هل نستطيع إلقاء اللوم على الرئيس الأمريكى لعدم اتخاذه ما يلزم لدعم محادثات السلام المنهارة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي؟".

وقالت " لا يستطيع أحد أن يقول إن اتفاقية السلام فى الشرق الوسط ستكون سهلة، فتوسط الولايات المتحدة فى الاتفاقية كان قضية خاسرة من ضمن قضايا الرئيس باراك أوباما، ولذا حينما شرع وزير الخارجية جون كيرى فى بدء محاولة جديدة للتوصل إلى تسوية نهائية بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى لحل خلافاتهما على أراضى القدس وقضية حق عودة اللاجئين الفلسطينين انتقده المشككون معلقين على المبادرة بأنها ضرب من الخيال وأنها لن تتحقق، وثبتت وجهة نظر المشككين عقب انهيار المحادثات فى الشرق الأوسط".

وأضافت " ومع انهيار المحادثات، بدأت الأطراف الثلاثة "اسرائيل وفلسطين وأمريكا" فى توجيه أصابع الاتهام إلى بعضها البعض، ولكن فى الوقت الذى تتبادل فيه الأطراف الاتهام لا يرى الشعب الأمريكى أن التوتر بين الجانبين يشكل خطرا على الولايات المتحدة، ولم يضع قضية مفاوضات السلام فى أولويات اهتمامه، ولم يعتقد فى نجاحها فى المقام الأول، وانقسم إلى فريقين : فريق متعاطف والآخر يدعم مساعى باراك أوباما نحو التوصل الى معاهدة سلام فى الشرق الأوسط بين اسرائيل والفلسطينيين.

وتابعت " لقد أظهرت نتائج استطلاع رأى أجراه مركز (بيو) للأبحاث فى شهرى أكتوبر ونوفمبر 2013 أن 3 بالمائة من الشعب الأمريكى رأوا أن الصراع الفلسطينى الإسرائيلى يمثل خطرا على أمريكا، مقارنة برأى 16 بالمائة أعربوا عن تخوفهم من الصين وإيران".
واستطردت المجلة " حتى قبل انهيار مبادرة جون كيرى الخاصة بمفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، انقسم الأمريكيون حول ما إذا كانت هناك وسيلة لصياغة حل الدولتين "دولة اسرائيل ودولة فلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزة"، ومن جانب آخر لما تراجع الدعم بشكل سريع".

وأظهر الاستطلاع ـ الذى أجراه نفس المركز فى شهر أبريل الماضى ـ أن 46 بالمائة من الأمريكيين يرون إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة يمكن أن تتعايش بسلام مع إسرائيل، فى حين أعرب 44 بالمائة عن استحالة حدوث الأمر.

وفى هذا الصدد لم يكن الأميركيون وحدهم هم المتشائمون بل إنهم شاركوا كلا من الإسرائيليين والفلسطينيين هذا الشعور، حيث رأى 50 % فقط من الإسرائيليين و14 % فقط من الفلسطينيين أن حل الدولتين كان من الممكن حدوثه.

ومضت المجلة الأمريكية تقول " فى الوقت الذى كانت فيه الإدارات الأميركية المتعاقبة تحاول تصوير أنفسها على أنها الحكم المحايد بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لم يخف الشعب الأمريكى أبدا تعاطفه، حيث أعرب 53 بالمائة من الشعب الأمريكى عن تعاطفهم مع إسرائيل و11 بالمائة مع الجانب الفلسطينى.

وقالت إن الصراع حول دعم إسرائيل فى صراعها مع الفلسطينيين لم يكن وليد البارحة بل هو مستمر منذ ما يقرب من أربعة عقود رصدتها استطلاعات الرأي.



أكثر...