يتعرض الكثير من عمال المحاجر، وتشمل محاجر الحجر الجيرى والرخام والرمال، إلى مشاكل صحية كبيرة تنتج عن الإصابة بتليف الرئتين، ويقول الدكتور عصام حسين عبد الرحمن استشارى الصدر والحساسية: "يعتمد الأثر الناتج عن استنشاق غبار الرخام والحجر الجيرى على حجم وتركيز ومدة التعرض لهذا الغبار الذى يحتوى على مادة السيلكا البللورية، ما يؤدى فى النهاية إلى تليف الرئتين تمامًا وعجزهما عن أداء وظيفتهما التنفسية، إلا أن أخطر الصور الإكلينيكية هى الصورة الحادة نتيجة استنشاق نسبة عالية جدًا من هذه المادة فى مدة قصيرة قد لا تتجاوز أسابيع قليلة وتكون قاتلة".

وتابع: "قد لا تظهر الأعراض إلا بعد مرور أكثر من 15 أو 20 عامًا من استنشاق هذا الغبار، وهى أعراض تتشابه مع كثير من أعراض أمراض الجهاز التنفسى كالسعال الجاف الشديد وضيق النفس ويعتمد التشخيص على التاريخ الوظيفى للمريض ومدة التعرض وشدتها بالإضافة إلى أشعة الصدر وقياس وظائف التنفس ودراسة مستوى غازى الأكسجين وثانى أكسيد الكربون فى الدم".

يؤكد عصام أن أخطر ما فى هذا المرض هو عدم قابليته للعلاج بمجرد حدوثه لذا فالجهود كلها مصوبة نحو الوقاية منه خاصة أنه أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بمرض السل الرئوى وسرطان الرئة، وتعتمد وسائل الوقاية أولاً على استخدام الملابس الواقية، وكذلك استخدام معدات خاصة وحديثة لمنع التعرض لهذا الغبار القاتل، كما يجب الإكثار من رش المياه عن طريق الرشاشات لتهبيط الغبار واستخدام الواقى الأنفى المناسب لكل عامل والحرص على تغيير الملابس والاستحمام قبل مغادرة العمل، وقبل الوصول للبيت، حتى لا يتعرض أحد فى المنزل لاستنشاق الغبار العالق فى الملابس، وفى النهاية منع التدخين نهائيًا، وكذلك عدم السماح لمرضى الربو أو حساسية الصدر من الالتحاق بهذه الأعمال.



أكثر...