أكد رئيس الوزراء الأردنى الدكتور عبدالله النسور اليوم الاثنين على أن أمن المنطقة العربية بات مرهونا بدعم اقتصاديات دولها الفقيرة على غرار ما فعلت الدول الأوروبية الغنية مع جيرانها الفقراء.

وقال النسور – أمام الجلسة الأولى من اليوم الثانى لمؤتمر(بناء مستقبل.. الوظائف والنمو والمساواة فى العالم العربي) الذى يواصل أعماله لليوم الثانى على التوالى فى عمان –"إن دول أوروبا الغنية مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا التى ضخت المليارات من الدولارات لدعم اقتصاديات جيرانها الفقراء ليس نوعا من الإحسان الخيرى بل أنها تريد من وراء ذلك أن يكون بيتها ومحيطها آمنا أى أن الوحدة الأوروبية هى الدفاع عن الذات".

وأضاف "إننى من المؤمنين بضرورة تنمية المنطقة بأكملها حتى يصبح كل الإقليم العربى آمنا..ولا يمكن أن نتصور دولة غنية وبجوارها أخرى فقيرة.. لذا يجب أن ننمى المنطقة بأكملها..وبالتالى سيسود السلام العالمى بهذه الوصفة".

ودعا النسور صندوق النقد الدولى إلى ضرورة أن يمزج بين سياساته المحاسبية وما وصفه ب"نكهة" اجتماعية للنظر فى أحوال الفقراء والعاطلين والأفراد المهمشين، فيما رأى أن حل مشكلة البطالة يعتمد على إقامة مشروعات جديدة تتطلب إنفاقا.

وطالب بضرورة دعم المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، قائلا "إن المشروعات الصغيرة باتت "موضة" سائدة فى العالم فالجميع يدعو لها ويطالب بها ولكن تظهر المشكلات عند التطبيق فمثلا نجد صعوبات فى تصميم المشروعات والتمويل والإدارة "، منوها بأن حجمها فى الأردن يصل إلى 90% من الاقتصاد وبالتالى تحتل اهتماما كبيرا.

وتطرق إلى تجربة الأردن فى مواجهة التحديات الاقتصادية، قائلا "إننا أقل الدول تفاجئا للتطورات الأخيرة وأكثرها اعتيادا عليها فى المنطقة"، لافتا إلى ما واجهه الأردن من أزمات فى حروب 48 و67 والاستنزاف و73 والحرب الأهلية اللبنانية والعراق وأحداث الربيع العربى.

وأشار النسور إلى أنه كلما وضع الأردن خطة قلبتها الظروف المحيطة، داعيا إلى ضرورة أن يكون لدى كل دولة خطة لمواجهة الأحداث التى تجرى خارج الحدود ولا يمكن منعها وأن يكون توقيت الإصلاح صحيحا ومناسبا وليس فقط أن يكون المحتوى سليما.

ومن جهته..تطرق المدير العام رئيس مجلس إدارة الصندوق العربى للإنماء الاقتصادى والاجتماعى عبداللطيف الحمد إلى مشكلة البطالة، قائلا إنها ترتبط بالزيادة السكانية وهو ما يخلق طلبا كبيرا على العمل.

ودعا الحمد إلى ضرورة نشر ثقافة العمل الذاتى وإقامة المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر وعدم الإقبال على التوظيف الحكومى لما له من مردود عكسي.. منتقدا فى الوقت ذاته تخلف ثقافة العمل فى المنطقة العربية حيث يعزف الكثيرون عن نوعيات معينة من الأعمال خاصة الحرفية.

وطالب الحكومات بضرورة انتهاج سياسات تحقق العدالة الاجتماعية والمؤسسات المالية العربية للتعاون وتقديم المساعدات وبرامج لدعم اقتصادات خاصة مصر والمغرب وتونس والأردن.




أكثر...