كشفت صحيفة "النهار" اللبنانية النقاب عن أن وفدا ممن وصفتهم بالساعين إلى الخير مرسلا من البطريرك المارونى بشارة بطرس الراعى طلب من الرئيس اللبنانى العماد ميشال سليمان أن يقبل تعديلا دستوريا يتيح له أن يواصل مهام أعماله والبقاء فى منصبه لتصريف الأعمال إلى حين انتخاب الرئيس الجديد تجنبا للفراغ فى منصب الرئاسة.

وقالت الصحيفة فى عددها الصادر اليوم إن الوفد الذى يضم مطراناً على الأقل ألح على الرئيس ميشال سليمان كى يتجاوب مع إصرار البطريرك المارونى الرافض لفراغ موقع الرئاسة إذا لم يتم الانتخاب قبل انتهاء المهلة الدستورية فى 25 مايو الجارى.

وأبلغ الوفد سليمان اقتناع البطريرك بفكرة نقلها إليه النائب اللبنانى عن تيار المستقبل هادى حبيش قبل نحو شهرين، فحواها أن الفراغ فى موقع الرئاسة هو إخلال بالميثاق وبالتوازن المسيحى – الإسلامى فى الحكم يوجب تعديلاً دستوريا لمنعه، بما يتيح لرئيس الجمهورية المنتهية ولايته متابعة مهماته والبقاء فى القصر لتصريف الأعمال حتى انتخاب خلف له، على غرار رئيس الحكومة، وأيضاً رئيس مجلس النواب الذى يتولى نائبه أو الأكبر سناً مهماته.

وذكرت الصحيفة أن سليمان وضع شروطاً صعبة للقبول بالفكرة أهمها أن يكون التعديل لمرة واحدة، ولانتخاب الرئيس الحالى من جديد، وليس تمديد ولايته أو تجديدها، وأن تكون الولاية الرئاسية الجديدة تكون لثلاث سنوات.

كما اشترط سليمان أن يتم انتخابه بـ120 نائباً على الأقل، بمن فيهم جميع النواب المسيحيين، وفى مقدمهم رئيس "تكتل التغيير والإصلاح " النائب ميشال عون (صاحب أكبر كتلة مسيحية فى البرلمان وأبرز الساعين لمنصب رئاسة لبنان).

واشترط سليمان ان تستمر الحكومة التى ستتشكل فى العهد الجديد ثلاث سنوات، وتكون وفق تشكيلة حكومة تمّام سلام الحالية، وأبلغ ميشال سليمان الوفد أنه يستحيل أن يكون رئيس تصريف أعمال للحكومة. وقال ما مفاده: "وما دمنا نكون قد فتحنا باب التعديل الدستورى فليعدل مجلس النواب قانون المهل أيضاً"، أى القانون الذى يحدد مهلة 15 يوما ليرد الرئيس القانون وإلا أصبح نافذاً، فيتساوى بذلك فى الصلاحيات مع رئيسى مجلس النواب والحكومة.

وقالت الصحيفة إن تيار المستقبل الذى ينتمى إليه النائب حبيش ليس له علاقة بالفكرة، وعلى صعيد متصل ذكرت النهار أن تيار المستقبل لاعلاقة له بأخبار تنتشر منذ مدة فى البيئة السياسية لـ"التيار الوطنى الحر" الذى يتزعمه عون وحلفاؤه، مضمونها أن محادثات رئيس التيار سعد الحريرى مع النائب ميشال عون ستفضى فى نهاية المطاف إلى تأييد ترشيح عون للرئاسة.

وقالت الصحيفة إن هناك ثقة عالية لدى عون بالوصول إلى هذه الخاتمة وهى ثقة يلمسها بوضوح من يزورون مقره، ومن بينهم الرئيس اللبنانى الأسبق رئيس حزب الكتائب أمين الجميل الذى التقى عون فى سياق مبادرته الانفتاحية.

وأشارت إلى أن هناك بعض الظنون التى ساورت أيضاً رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برى، ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط الذى أشاع، قبل أسابيع، أن المسألة انتهت ("أمريكا والسعودية تريدان عون رئيساً") قبل أن يتبين له خطأ هذا الاعتقاد.




أكثر...