قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن تونس لا تزال تشهد تمردا واستياء بسبب الظروف الاقتصادية والبطالة التى قامت من أجلهما الثورة ضد نظام الرئيس السابق زين العابدين بن على، قبل أكثر من ثلاثة أعوام.

وتشير الصحيفة إلى أنه بينما يتحدث التونسيون عن بدء الانتفاضة الاولى فى الربيع العربى بإشعال محمد البوعزيزى، بائع الفاكهة، النيران فى نفسه عام 2010، فإن الغضب بدأ عام 2008 عندما خرج المحتجون طيلة ستة أشهر يتظاهرون ضد ممارسات التوظيف الفاسدة فى مناجم قفصة، وهو المشهد الذى لم يزل حتى الآن.

وتوضح إن فى مدينتى الرديف ومولاريس، استطاعت الاحتجاجات وقف عمل مناجم الفوسفات، التى تمثل حجر الزاوية فى الاقتصاد، طيلة أكثر من ثلاث سنوات. ويعمل المواطنون الغاضبون على غلق الطرق وحرق الإطارات لعرقلة استئناف العمل فى المناجم.

وتنقل الصحيفة عن بشير مبروكى، 28 عاما، أحد أعضاء مجموعة احتجاج شبابية تسدون الطرق على شاحنات المناجم: "لن نتوقف أبدا عن الإضراب حتى نحصل على وظيفة. فطالما تم التلاعب بنا من قبل الحكومة ووعودها الوهمية".

وتحدث الشباب التونسى عن ثورتهم غير المنتهية والمشكلة المتوطنة فى جميع أنحاء شمال أفريقيا، وهى فشل تلبية تطلعات الشباب. وتشير الصحيفة إلى أن فى تونس، حيث يعانى أكثر من 30% من الشباب من البطالة، فإن مناجم قفصة تمثل رمزا للتحديات التى تواجه الحكومات. فمنذ بدء العمل فى المناجم، فى السبعينيات، تعهد الحكومات المتعاقبة على خلق 15 ألف فرصة عمل فى مناجم الفوسفات وغيرها من القطاعات التابعة، لكن لا تزال الدولة فاشلة فى خلق ما يكفى من الفرص للعاطلين.

وتقول نيويورك تايمز إن نفس الشكاوى التى أججت الثورة ضد بن على، حيث الفقر والتلوث ونقص الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه النظيفة، علاوة على الفساد، لا تزال تحرك الإحتجاجات ضد حكومة التكنوقراط الجديدة فى تونس، التى تولت السلطة فى يناير الماضى.



أكثر...