أشعر بالأسف والحزن على المصير المأساوى، الذى آل إليه الشيخ القرضاوى فى أيامه الأخيرة، فقد صار مثل حفار القبور الذى يكفّن الحياة ويردمها بالتراب، لا يعرف معنى كلمة وطن، ولا يشعر بقيمة مصر وعظمتها وخلودها، وحشر نفسه فى قبره الذى حفره لنفسه، متصورا أن الحياة توقفت يوم رحيل الإخوان وعزل رئيسهم، وأن الدنيا لن تعود إلا إذا عادوا مهما كان الثمن حتى لو كان فوق جثة الوطن ودماء المصريين، ومن ظلمة مقبرة الغل والانتقام، يتحدث القرضاوى ويتشنج ويتحشرج صوته، فاقدا أهم مميزات الداعية وهى السماحة والحكمة واللسان الذى لا ينطق إلا مكارم الأخلاق، هو لا يعرف معنى كلمة وطن، والوطن معناه الأرض والشعب والسيادة، ...

أكثر...