تقول دكتورة سهام حسن الأخصائية النفسية، إنه حين يقرر الأب والأم الانفصال لا يفكران فى الصغار الذين ليس من شأنهم شىء إلا أنهم أبناء لتلكما الزوجين اللذان حدث بينهما مشاكل ضاربين بنفسية الطفل ومدى تأثيره بهذا عرض الحائط.


وتوضح "سهام" أن الأطفال معرضون للتغيرات فى شخصيتهم إذا تم تجاهل هذه التغيرات، سوف تلازمه طوال حياته وتصبح سلوكه فى الكبر.



وأشارت إلى أن هناك العديد من أسباب الانفصال والطلاق الذى يؤدى للتفكك الأسرى ومنها:

1- يعد الصراع الاقتصادى هو الأقوى، حيث يلجأ كلا الطرفان فى إثبات نفسه ماديا، وقد يشعر الرجل أن المرأة تفوقه ماديا وذلك عندما تهتم بأطفالها عند إعطائهم النقود، أو حتى الاهتمام والحب.

2- غياب الأم والأب وانشغالهما بتحقيق وبناء مستقبلهما والمكسب المادى على حساب الطفل ملبين له احتياجاته المادية من مأكل ومشرب وملبس دون النظر للفراغ العاطفى والحرمان الوجدانى الذين يتركانه له.


3- وجود الخادمة أو المربية فى البيت وغياب الأم عن طفلها فتقوم هى بدور الأم الكامل فتؤثر عليه لدرجة أنه لا يقبل أمه، ولا يقبل توجيه منها ولكن يتقبل المربية فى كل شىء تقوله وتنصحه به.



كما أضافت الأخصائية النفسية، أن هناك نوعين للطلاق، الطلاق الإيجابى والطلاق السلبى.

الطلاق الإيجابى الذى يحمى الأبناء عند مواجهة تفاقم الخلافات بين الوالدين والحفاظ على صورتهما فى نظر الطفل لأخر وقت، مما يجنبه الآثار النفسية للخلافات، ولكن الغالب فى مجتمعاتنا الطلاق السلبى الذى يقوم فيه الوالدين بإظهار أسوأ ما لديهما أمام الطفل غير منتبهين له المهم من سيكسب ويفوز بإثبات موقفه على الآخر فى المحاكم والقضايا والمشاحنات.


وأكدت أن كل هذه الأسباب تدمر نفسية الطفل وتفقده الإحساس بالأمان والحنان والحب الذى يريد أن يشعر به مع أسرته مع الأب والأم، وهذا البعد الأسرى والتفكك يخلق طفلا عدوانيا وعصبيا وسريع الانفعال، وتظهر بعض السلوكيات السلبية مثل السرقة والكذب، ويكمن السر وراء تمرد الطفل واعتراضه ومحاولته أن يصرخ داخليا أنه وجود متواجد فى هذه الأسرة فلا تنسوننى.
وقد تتفاقم المشكلة إلى مرحلة المراهقة، ويبدأ الطفل فى رحلة البحث عن ما ينقصه، فقد يلجأ إلى الانحراف الجنسى، أو يصبح مدمن مخدرات ويفقد الثقة فى نفسه، فيتخل أنه لا يستطيع أن يفتح بيتا ويتحمل مسئولية أطفال.


وتقدم الأخصائية النفسية بعض الحلول التى تساعد فى التغلب على هذه المشكلة:

1- لابد أن يلاحظ الطرفان فى بداية العلاقة إذا كانا شخصان متفاهمان أم لا، وإذا تزوجا وأنجبا ويريدان الانفصال، فعليهما الانفصال بهدوء تام حتى لا يتأثر الطفل بذلك، ولكى ينشأ نشأة سوية وسليمة.

2- لابد أن تكون مصلحة الطفل فى المقام الأول، وتكريس الوقت الكافى له والابتعاد عن المصالح الشخصية وتحقيق الذات الذى يؤثر على حياة الطفل النفسية.

3- لا يوجد أحن على الطفل من والديه، وهذا ما يحتاجه الطفل منكم كأسرته، وليس بحاجة إلى المربية.

4- وعند الطلاق، فعلى كلا الطرفين إدراك أن غيابهما يؤثر على الطفل، ولذا فلابد أن يراهما باستمرار والخروج معهما.

5- لابد أن يحافظ كلا الطرفان على أسرار العلاقة قبل الطلاق، ولا يحاول أحد الطرفين تشويه صورة الطرف الآخر أمام الأطفال، لأن هذا قد يكون عقدة نفسية داخلية ويتسبب فى النفور النفسى الداخلى من أحد الطرفين.


7- لابد من خلق جو مرح ومبدع للطفل وبالأخص فى فترة الانفصال، لكى يستطيع تفريغ الطاقة السلبية الداخلية، والتخلص من الألم الداخلى لديه.



أكثر...