قال الصحفى الأمريكى فريد زكريا إن إدارة الرئيس باراك أوباما أمامها فرصة سانحة لسد ثغرة مهمة جدا على جبهة محور آسيا الذى أولته اهتماما كبيرا حازت بفضله على ثناء المراقبين.

وأوضح زكريا ـ فى مقال نشرته صحيفة (واشنطن بوست) ـ أن هذه الفرصة تتمثل فى إقامة علاقات استراتيجية مع ثانى أكبر دولة بالقارة الآسيوية وهى الهند، وذلك بمجرد تشكيل حكومة جديدة فى نيودلهى، لكن فى سبيل ذلك سيتعين على الدولتين إجراء تغييرات رئيسية.

ورأى الكاتب ـ ذا الأصل الهندى ـ أن العقبة الحالية فى طريق واشنطن هى أن الرجل الذى سيصبح رئيس وزراء الهند هو ناريندرا مودى الذى كان على القائمة السوداء لإدارة الرئيس السابق جورج بوش الابن، ولم يكن مسموحا له دخول الولايات المتحدة، وظل منبوذا من جانب المسؤولين الأمريكيين على مدى عشر سنوات، وأكد فريد زكريا أن هذا التوجه التعسفى إزاء مودى يجب أن يتغير.

ونوه بالأسباب التى أدت إلى اتخاذ إدارة بوش الابن هذا الموقف إزاء ناريندرا مودى، من الاشتباه فى تورطه بعدم بذل الجهد اللازم لوقف اضطرابات طائفية شهدتها ولاية "غوجارات" عام 2002 راح ضحيتها ألف شخص على الأقل، معظمهم من المسلمين.

وقال فريد زكريا إن أيا من أعضاء إدارة بوش الابن لم يكن يضع فى حسبانه آنذاك ـ عند وضع ناريندرا مودى على القائمة السوداء الأمريكية ـ أن الرجل سيصبح يوما ما رئيسا لوزراء الهند.

ورجح أن يؤدى تغير الموقف الأمريكى فى هذا الصدد إلى تغير مصاحب للهند برئيس وزرائها الجديد على عدد من المحاور، مشيرا إلى أن الهند ظلت على مدار سنوات عديدة خارج السياق حتى كادت تختفى كلاعب مهم بالمنطقة والعالم.

وعزى زكريا اختفاء الدور الهندى فى جزء منه إلى تردد النخبة التى كانت تحكم البلاد بشأن السياسة التى ينبغى انتهاجها، بحيث وقفت مترددة بين العالم الثالث الذى كانت تنتمى إليه والنزعات المناهضة للاستعمار من جهة، والعالم الجديد وآسيا الجديدة التى تشهد سماؤها بزوغ نجم الصين كقوة مهيمنة من جهة أخرى، وكانت النتيجة أن أحجمت الهند عن إقامة علاقات قوية مع الولايات المتحدة، والتى كانت كفيلة بدعمها اقتصاديا وعسكريا وسياسيا.

واختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أهمية تدشين علاقات وطيدة بين أمريكا والهند لما يحمله ذلك من خير على صعيد الاستقرار الآسيوى والرفاهية العالمية، والأهم من ذلك، على صعيد الديمقراطية وحقوق الإنسان حول العالم.



أكثر...