عشيقة مزعومة لصدام حسين تروى قصتها في كتاب جديد باللغة السويدية

الثلاثاء أغسطس 3 2010
عشيقة مزعومة لصدام حسين تروى قصتها في كتاب جديد باللغة السويدية cover.jpg
عشيقة صدام حسين: لقد كان رجلا بكل معنى الكلمة

لوس انجيليس – عشيقة مزعومة لصدام حسين تروى قصتها في كتاب جديد باللغة السويدية alqudslogo2.gif-
نشرت صحيفة "لوس أنجيليس تايمز" مراجعة لكتاب بعنوان "حياتي مع صدام" تقول فيها انه لولا طبق "تبولة" لما كانت حياة باريسو لامبسوس قد تغيرت بهذه الصورة.

ففي احدى ليالي صيف العام 1968 دعتها جارتها جينا الى منزلها لتسليتها بينما زوجها مشغول في حفل عشاء في المنزل.

كانت باريسو لامبسوس آنذاك في السادسة عشرة من العمر، وقد قامت للتو بارتداء فستان وردي اللون ووضعت على رأسها ربطة شعر مناسبة اللون وارتدت حذاءً فضي اللون.
ولم تنس ان تتعطر قبل ان تقفز من فوق الحاجز بين منزل العائلتين وهي تحمل بيدها طبقا من التبولة.

وتقول لامبسوس في كتابها ان رجلا يرتدي بدلة حريرية زرقاء وقميصا ابيض ناصعا قدم نفسه لها قائلا "اسمي صدام".
كان في الحادية والثلاثين من العمر وعضوا نافذا في حزب البعث العربي.

وتضيف انه لما انها لم تكن تعرف من هو صدام حسين في ذلك الوقت الا انها اعجبت بقسمات وجهه.
وقالت في لقاء مع الصحيفة الاميركية "كانت له عينان براقتان، وهو ما جذبني اليه. فقد كان رجلا بكل معنى الكلمة".

وفي قاعة الجلوس بمنزل جينا وهاروت خياط بمدينة بغداد، وعلى انغام فرانك سيناترا "غرباء في الليل" تنبعث من الغرامافون، بدأت ما تقول عنه لامبسوس انه ثلاثة عقود من حياتها المليئة بالتعقيد والخوف، ولكن ايضا بالعواطف الجياشة، والعلاقة العاطفية بين حين وآخر مع الدكتاتور العراقي السابق.
وقالت ان صدام حسين كان يدعوها بـ"الشقرة".

وفي كتابها الجديد "حياتي مع صدام"، تصف لامبسوس (57 سنة) والتي تعرف الان باسمها الاول ماريا،
علاقتها المزعومة مع صدام حسين والبقاء في الظل.
وقد اعتبر النقاد كتابها بانه "خيال جامح" وقد اوكلت كتابته الى الكاتبة لينا كاتارينا سوانبيرغ باللغة السويدية ويباع في عشر دول حتى الان.

وقد اجرت الصحيفة الاميركية لقاء مع "عشيقة" صدام حسبما تصفها وسائل الاعلام في بلدة سويدية صغيرة في الريف السويدي حيث اقامت لعدة سنوات بهوية سرية حتى الفترة الاخيرة.

وعندما سألتها الصحيفة كيف كانت الحياة كعشيقة لصدام حسين، قالت انها ترى في وصف علاقتها معه بهذا الشكل وصفا غير ملائم. وقالت انها كانت تختلف عن قطيع العشيقات الاخريات التي يفترض ان صدام امتلكهن.
كانت افضل، كما تقول. كانت فتاة على مستوى تتحدث العربية واليونانية والانكليزية والفرنسية، وتنتمي الى عائلة جيدة.

"كان شخصا مختلفا معي. فانا احب البساطة. ولم اكن وراء المال. وانا سعيدة بما انا عليه.
ولم اغير من طبيعتي لارضاء اي شخص". وتحدثت عن خلفية عائلتها وعن المناصب التي تبوأتها في اللجنة الاولمبية العراقية.

وتقول الصحيفة الاميركية اذا كنا سنصدق ما تقول لامبسوس، فان حسين كان يحب هذه الصفات والنوعيات.
وفي النهاية كانت "العشيقة" التي قيل انه ابقاها الى جانبه اطول فترة من الزمن.

غير ان كتابها يترك اسئلة دون اجابة، وقصتها تحتوي على جوانب دراماتيكية قد لا يرقى اليها كتاب روايات الجواسيس اثارة في هوليوود، كما تقول "لوس انجيليس تايمز".
ومن هنا فانه ربما لا يكون مفاجئا ان هناك من يعتقد ان لامبسوس تخيلت الحكاية باكملها، ويصفونها بالتالي بانها انتهازية وتسعى وراء الثروة.

وخلال لقاء الصحيفة معها تحدثت بصوت متهدج وهي تنفي هذه الانتقادات.
وتحدثت ايضا عن الانباء الصحفية التي وصفت حياتها مع صدام على انها مستقاة من "الف ليلة وليلة".
ولم تتمكن من توفير صور لها مع صدام او ذكريات مثل الرسائل او القصاصات التي تربطها بصدام.
الا ان بعض التقارير الصحفية قالت انه عُثر على صور لها عندما قامت القوات الاميركية باقتحام "عش الحب" لصدام العام 2003.

وحسب روايتها فانها كانت فتاة لطيفة وبريئة تنتمي لعائلة مسيحية يونانية لها جذور في لبنان، اكسبتها ملامحها وملابسها الحديثة من بيروت لقب "أميرة بغداد".
وقد عمل والدها في صناعة النفط براتب جيد وانتقل مع عائلته من بيروت الى بغداد حيث ولدت لامبسوس.

وفي الستينات عاشت حياة وردية في بغداد تحضر حفلات تقام في الحدائق مع نخبة النخبة من المجتمع المخملي البغدادي،
وتمضي ايام الكسل عند حوض السباحة في نادي العلوية مع عائلتها واصدقائها.

وقالت انه عندما اقترنت بزوجها سيروب وهو ارمني مسيحي ثري، امر حسين بحبسه ونزع املاكه، فهرب الى بيروت فيما بقيت هي في بغداد.

واضافت انه رغم كل الخوف والرهبة، فانها لم تتردد في الذهاب للقاء صدام عندما يدعوها الى ذلك.
وفي اغلب الاحيان كانت سيارة فاخرة تقف امام منزلها وتحملها الى احد قصور صدام حيث كانت تقضي عدة ساعات او ايام معه.

وقالت انه في احدى الامسيات قال لها صدام وقد بدا عليه الارهاب "حان الوقت لانهاء كل هذا يا شقره".
سألته كيف، قال "لا ادري ولكن لا بد من ايجاد وسيلة.. والشيء الاكيد ان احدا اخر لن يلمسك".

وتضيف انها رات في ذلك حكما بالموت، وكان عليها الفرار على الفور. وقالت انها قررت الفرار عن طريق دهوك في كردستان العراق الا ان دليلها نكث بوعده ووقعت في ايدي "مخابرات" صدام وانها قضت اياما في سجن تحت الارض قبل ان تنقل الى سجن النساء.

وذات يوم جاء عدد من الحراس لمرافقتها سالتهم الى اين قالوا الى بغداد.
ورغم انها كانت تعتقد ان الامر سينتهي بها الى الموت، الا ان سيارة السجن اتجهت نحو الحدود السورية بدلا من الطريق الى بغداد.
وانتهى بها المطاف في احد فنادق العاصمة الاردنية وتبين لها ان حزب المؤتمر العراقي المعارض والحكومة الاميركية هم الذين رتبوا عمليات نقلها الى خارج العراق.

وقالت: "قلبي لا يزال في بغداد. اغلق عيني وابكي. افكر بالازهار في حديقتي. وبرائحة شجرة الغاردينيا".