لأن العمل لا يعرف سنًا، بدأ شباب كلية الهندسة جامعة عين شمس عملهم منذ عام 2006، حينما أدركوا أنه لابد من وجود محاكاة فعلية لسوق العمل إلى جانب المحتوى الأكاديمى داخل الكلية، من هنا كانت "MECA"، وهى اختصار لأربع تخصصات "ميكانيكا، كهرباء، مدنى وعمارة".

يحكى محمد همام، أحد أعضاء "ميكا" عن بدايتهم، "نحن نشاط طلابى داخل هندسة عين شمس، نسعى لتأهيل الطلاب لمتطلبات سوق العمل المختلفة من خلال تنمية الجوانب التقنية وغير التقنية لديهم، من خلال مدربين ومحاضرين محترفين".

ويضيف لـ"اليوم السابع"، نطبق ذلك من خلال حدثين رئيسيين فى السنة؛ أولهما "MECA Acadmy"، والذى يهتم بتنمية الجانب غير التقنى لدى الطلاب من خلال محاضرات يعطيها مديرو أقسام فى شركات عالمية، ثم يتم التطبيق عليها فى "Case study" وتعرض فيما بعد على مديرى الشركة الراعية للمشروع.

وتابع، بعدها ننظم الحدث الثانى "MECA Internship"، الذى يهتم بالجانب التقنى لدى الطلاب، حيث يختار كل طالب المسار المناسب له من حيث القسم والدراسة، ويبدأ المحاضرات والتى يعطى فيها المحتوى النظرى داخل مصانع الشركة، ثم يبدأ الطلاب بتطبيق ذلك المحتوى على مشروع، وتعرض النتائج فى المحاضرة التالية لها، ويختتم الأمر لدى طلاب السنوات الدراسية ما عدا السنة الأخيرة بشهادة معتمدة من الشركة وعميد الكلية، أما طلاب السنة الدراسة الأخيرة فهم يحظون بفرصة تدريب صيفى، ثم التوظيف بالشركة فى حالة التميز.

واستكمل، استطعنا أن نغطى جميع المجالات الهندسية خلال الفريق، وفى هذا العام تواجدنا فى كلية صيدلة وتجارة، وذلك حرصاً منا على إفادة أكبر عدد من طلبة هندسة بجانب الكليات الأخرى المختلفة، وصل عددنا الآن ما يقرب من 4 آلاف مشارك من طلاب وطالبات من هندسة عين شمس وكليات الهندسة المختلفة، بالإضافة إلى الصيدلة وتجارة وحاسبات ومعلومات.

ولدينا نشاط آخر نطلق عليه اسم "MECA Seminars" والذى نسعى من خلاله لنشر الوعى وتوسيع مدارك الطلاب، والذى يحاضر فيها شخصيات عامة من مختلف المجالات، وقدمنا هذا العام آخر "سيمنار" عن إدارة الإبداع وكيفية التفكير ببساطة لإنتاج أشياء تؤثر فيمن حولنا، وحضره واستفاد منه ما يقرب من 300 طالب وطالبة.

ويشير همام إلى أنهم يستهدفون الطلاب ممن يدركوا أن سوق العمل لا يحتاج فقط إلى الشهادة أو الدرجة العلمية، ولكنه يعتمد على المهارات غير التقنية وعلى الخبرات الفعلية فى المجالات التقنية وهو ما تقدمه "ميكا" عبر الأنشطة الرئيسية لها فى العام الدراسى.

ونجحت "ميكا" فى جذب تفاعل الكثير من الطلاب عبر التسع سنوات الماضية، وظهر ذلك فى إقبال الطلاب على الالتحاق بأنشطة "ميكا"، ليس فقط داخل هندسة بل من الكليات الأخرى أيضًا، بالإضافة إلى وصول ميكا للجامعة الألمانية كنشاط طلابى رسمى بالجامعة.

يتابع همام، "أهم ما يميز ميكا هو وجود مدربين محترفين من شركات عالمية، وحصولهم على تطبيق عملى، بحيث يقسم المشاركون إلى مجموعات تمثل كل منها شركة ويتم تطبيق المحاضرات النظرية عمليًا أمام مديرى أقسام الشركة، ويحصل الطلاب على شهادات معتمدة من الشركة الراعية وعميد الكلية، بالإضافة إلى فرص التوظيف والتدريب الصيفى لطلبة السنة الأخيرة بالكلية.

ويعتبر روح الفريق هو الداعم الأساسى لأفراده حتى يبتكرون ويصبحون روادًا فى إطار الهندسة، وذلك وفقاً لمبادئ أساسية مما ينعكس إيجاباً على المجتمع.



أكثر...